الرياض - (د ب أ):
ربما يحظى المنتخب السعودي لكرة القدم بنصيب الأسد بين المنتخبات
الخليجية من السطوع على الساحة الدولية بفضل مشاركته في بطولات كأس العالم أربع
مرات سابقة ولكن سطوعه عالميا لم يترجم إلى سطوة ملموسة في بطولات كأس الخليج على
مدار أربعة عقود من المشاركات في البطولة.
ورغم كون فكرة البطولة ، مثل عدة بطولات أخرى ، من بنات الأفكار
السعودية وإن حملت البحرين عبء إخراجها لحيز التنفيذ ، لم يكن للكرة السعودية
السيطرة والهيمنة المتوقعة والمنتظرة على بطولات كأس الخليج.
ومن بين 20 نسخة أقيمت فعالياتها حتى الآن ، كان التتويج من نصيب
الأخضر السعودي في ثلاث فقط من هذه النسخ وهو ما يطرح دائما علامات الاستفهام على
مشاركات الفريق في هذه البطولة.
ورغم ذلك ، لم يكن المنتخب السعودي بحاجة إلى إحراز اللقب الخليج
أكثر من حاجته الآن للتتويج باللقب في النسخة الحادية والعشرين التي تستضيفها
البحرين من الخامس إلى 18 كانون ثان/يناير الحالي.
بل إن مصير الفريق في البطولة قد يكون حدا فاصلا بين مرحلة وأخرى
في تاريخ ومسيرة الأخضر خاصة بعدما خرج الفريق صفر اليدين من التصفيات الأسيوية
المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 حيث ودع التصفيات من الدور الثالث قبل النهائي.
كما تلقى الفريق صفعة أخرى في كانون أول/ديسمبر المنقضي عندما ودع
بطولة غرب آسيا من الدور الأول بعد فوز واحد على اليمن وتعادل سلبي مع إيران
وهزيمة من البحرين.
والأكثر من ذلك أن البطولة الخليجية المرتقبة أصبحت بمثابة الفرصة
الأخيرة أمام الهولندي فرانك ريكارد لتصحيح وضعه واستعادة تأييد وثقة المشجعين
السعوديين بإحراز اللقب وقيادة الفريق إلى عروض قوية تستعيد بريق الأخضر أو الرحيل
المنطقي بعدما أخفق في كل الاختبارات مع الفريق.
ويأتي الأخضر دائما بين أقوى المرشحين لإحراز اللقب الخليجي لما
يتمتع به من وجود العديد من النجوم المتميزين بين صفوفه إضافة للخبرة الكبيرة التي
يتمتع بها والإمكانيات الهائلة المتوفرة للفريق ومنها قوة الدوري السعودي.
وعلى مدار 19 مشاركة سابقة للفريق في البطولة ، أحرز الأخضر كأس
البطولة ثلاث مرات في أعوام 1994 و2002 ومطلع عام 2004 .
كما نجح الفريق في الرد على الانتقادات التي وجهت إليه بعد الفشل
في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ووصل للمباراة النهائية في البطولة
قبل أن يسقط أمام نظيره الكويتي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب.
ولكنه سيكون مطالبا أمام جماهيره هذه المرة بإحراز اللقب لإنقاذ
ماء وجه الكرة السعودية في المحفل الخليجي بعدما غاب الأخضر عن منصة التتويج منذ
عام 2004 علما بأنه فاز بمركز الوصيف في البطولتين الماضيتين.
ورغم تأخر فوز المنتخب السعودي بأول كأس له في تاريخ البطولة منذ
انطلاقها عام 1970 إلى البطولة الثانية عشرة عام 1992 ، كان الأخضر دائما في
الصفوف الأمامية حيث فاز بالمركز الثاني أعوام 1972 و1974 و1998 و2009 و2010
وبالمركز الثالث أعوام 1970 و1979 و1984 و1986 و1988 و1992 و1996 أي أنه كان من
بين المراكز الثلاثة الأولى في 15 من 19 بطولة شارك فيها.
ويحرص المنتخب السعودي دائما على المشاركة بقوته الضاربة في كأس
الخليج خاصة وأن فكرة البطولة سعودية المنشأ وكان الأمير خالد الفيصل أول من نادى
بها قبل أن تبدأ البحرين في تنفيذ أولى الخطوات الرسمية في طريق إقامتها.
ورغم افتقاد أنصار الفريق للثقة الكبيرة في مدربهم الحالي ريكارد ،
قد يكون ريكارد نفسه هو مصدر التفاؤل حيث توج المنتخب السعودي باللقب في مطلع عام
2004 بقيادة مدرب هولندي أيضا هو جيرارد فاندرليم بينما كان تتويجه باللقبين
السابقين عامي 1994 و2002 بقيادة وطنية.
ومع الخروج المبكر للمنتخب السعودي من تصفيات المونديال ، كان
انتظام الدوري السعودي ومشاركة اتحاد وأهلي جدة في دوري أبطال آسيا ووصولهما
للمربع الذهبي وعبور الأهلي للنهائي هو أفضل استعداد لعدد من نجوم الأخضر.
كما اعتمد ريكارد على بعض المباريات الودية متفاوتة المستوى ضمن
برنامج إعداد الفريق للبطولة الخليجية حيث كان أبرز هذه المباريات أمام المنتخب
الأرجنتيني ونجح الفريق في الخروج بنتيجة التعادل السلبي بعد عرض قوي ليعوض هزيمته
بخماسية نظيفة أمام المنتخب الأسباني بطل العالم وأوروبا في أيلول/سبتمبر الماضي.
كما فاز المنتخب السعودي على نظيره الكونغولي 3/2 وتعادل مع لبنان
1/1 وخسر من الجابون صفر/1 .
ورغم ابتعاد نجوم الأخضر الذين صالوا وجالوا مع الفريق في مشاركاته
ببطولات كأس العالم وتألقوا معه في فترة التسعينيات من القرن الماضي وفي أوائل
القرن الحالي ، يضم الأخضر بين صفوفه حاليا مجموعة من أبرز النجوم الذين يمزجون
بين الخبرة وعنصر الشباب.
واضطر ريكارد لاستبعاد المدافع ياسر الشهراني ولاعبي الوسط خالد
الزيلعي ومصطفى بصاص وسط تأكيدات أن فحوصا طبية أجريت على الشهراني أظهرت إصابته
بتمزق في العضلة الخلفية وتغيبه عن التدريبات لنحو الشهر مما سيفقد الفريق عنصرا
مهما في خط الدفاع.
كما استبعد ريكارد من حساباته في البطولة اللاعب نايف هزازي بينما
يعود ياسر القحطاني لقيادة الهجوم رغم اعتزاله اللعب الدولي من قبل.
ويستهل المنتخب السعودي مسيرته في البطولة بمواجهة ثأرية أمام
المنتخب العراقي الذي تغلب على الأخضر في نهائي كأس آسيا 2007 كما تغلب عليه في
مباراة المركز الثالث ببطولة كأس العرب قبل ستة شهور فقط.
وبعدها ، يخوض المنتخب السعودي اللقاء السهل منطقيا أمام نظيره
اليمني قبل أن يختتم مسيرته في الدور الأول بأصعب مواجهة ممكنة أمام نظيره الكويتي
حامل اللقب في مواجهة مكررة لنهائي كأس الخليج الماضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق