من آدم ويكفيلد
راستنبرج (جنوب أفريقيا) 29 كانون ثان/يناير(د ب أ) - تعادلت مالي 1/1 مع الكونغو الديمقراطية مساء أمس الاثنين في ليلة شديدة الرطوبة بمدينة ديربان الجنوب أفريقية لتضمن تأهلها لدور الثمانية من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.
وفي هذه الأثناء ، وعلى مسافة 6280 مترا بمدينة تيمبوكتو في مالي، التي تعتبر مركزا ثقافيا قديما منذ أواخر القرن الثاني عشر ، اقتحمت القوات الفرنسية والحكومية المدينة في اطار هجوم ضد المتمردين الإسلاميين.
وتدخلت فرنسا عسكريا في مالي، مستعمرتها السابقة وثامن أكبر دولة أفريقية، منتصف كانون ثان/يناير الجاري.
وكان من الواضح أنه بدون التدخل الفرنسي ، لن تتمكن حكومة مالي من وقف طوفان القوات الإسلامية المسلحة من فرض سيطرتها على مزيد من المدن والبلدات كما فعلوا طوال العام الماضي في شمال مالي، وهي مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة.
ولم تغب أزمة الوطن عن أذهان لاعبي مالي في مباراة أمس.
وقال سيدو كيتا قائد منتخب مالي وأبرز لاعبيه قبل مباراة الكونغو في ديربان: "نحن متأثرون بما يجري في مالي لأنه يجعل حياة من يعيشون هناك بالغة الصعوبة والتعقيد".
وأضاف: "ولكنه في نفس الوقت يعطينا حافزا إضافيا لإحضار بعض البهجة إلى مالي وتقديم بعض لحظات الفرح لدولة تسير عبر طريق وعر لا نهاية له".
وأكد مدرب مالي، اللاعب الفرنسي السابق باتريس كارتيرون الذي تولى تدريب النسور في حزيران/يونيو الماضي، أن مهمته في جنوب أفريقيا تقتصر على الملعب.
وقال كارتيرون: "بالتأكيد، نحن ندرك أن نجاحنا سيسعد شعبا بأكمله ، ولكن مهمتنا هي التركيز في اللعب".
وأوضح كيتا أنه رغم تيقن منتخب مالي من أن كرة القدم لا يمكنها أن تغير شيئا في الازمة المسلحة، فإنه وزملاءه بالفريق يريدون استخدام كرة القدم وسيلة لجلب بعض الشعور الإيجابي لابناء وطنه.
وقال كيتا /33 عاما/ عقب فوز مالي على النيجر 1/ صفر في مباراتهما الافتتاحية بالبطولة: "نريد استخدام كرة القدم أداة لاستعادة السلام في مالي، ولا نستطيع أن نحقق ذلك إلا بالفوز في مبارياتنا".
وقبل توجه مالي إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في البطولة الحالية ، كانت واحدة من الدول القليلة التي أقامت معسكرها التدريبي استعدادا للبطولة داخل أراضيها.
وقال كارتيرون: "بقينا في باماكو (العاصمة) خمسة أيام ، وجاء آلاف الأشخاص لمشاهدة تدريباتنا يوميا .. كنت أريد أن يشعروا بشيء إيجابي ، وقد سعدنا حقا لأنهم شعروا بالحماس".
وأثناء استعداد النسور لمواجهة غانا، أقوى فرق المجموعة الثانية ، أكد كارتيرون /42 عاما/ أن استعدادات الفريق لم تتأثر بالأزمة الراهنة في البلاد رغم أن لاعبيه على اتصال دائم بذويهم في مالي.
وقال كارتيرون: "يتمتع اللاعبون بسلوك إيجابي حاليا. إنهم يتصلون بأسرهم يوميا ، ولكني أعتقد أن كل ما يريدونه الآن هو أن يلعبوا كرة القدم وأن يقدموا الكثير من الأشياء الجيدة لبلادهم".
ويتنافي الوضع المتأزم في مالي مع التقدم الثابت والممنهج لمنتخب البلاد في جنوب أفريقيا، وربما يكون من المناسب أن تواجه مالي البلد المضيف، في دور الثمانية السبت المقبل.
فلو كان هناك أي دولة تعرف معنى الانقسام جيدا ، فستكون هذه الدولة هي جنوب أفريقيا. وسواء حدث ذلك بمعجزة إلهية أو ضربة حظ أو قيادة حكيمة، فقد نجحت جنوب أفريقيا في تجنب حمامات دم كانت مؤكدة عندما سقط نظام الفصل العنصري (الابارتايد) في البلاد أوائل تسعينيات القرن العشرين.
وربما تكون مالي على بعد سنوات من الوصول إلى حالة التصالح التي تعيشها جنوب أفريقيا الآن، ولكن ليس هناك شك في أن التغلب على منتخب البلد المضيف يوم السبت سيكون دلالة جيدة على إمكانية تسوية الأزمة في الوطن.
وقال كيتا: "إن ما يجري في مالي أكثر أهمية من مباراة لكرة القدم .. فالناس في الجنوب لن يحتلفوا عندما يعرفون أن الشمال يتعرض لضرب النار. عندما ترى حربا قريبة من منزلك ، فإنك ترتعد خوفا. أمهاتنا وإخواننا وأخواتنا جميعا موجودون هناك".
راستنبرج (جنوب أفريقيا) 29 كانون ثان/يناير(د ب أ) - تعادلت مالي 1/1 مع الكونغو الديمقراطية مساء أمس الاثنين في ليلة شديدة الرطوبة بمدينة ديربان الجنوب أفريقية لتضمن تأهلها لدور الثمانية من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.
وفي هذه الأثناء ، وعلى مسافة 6280 مترا بمدينة تيمبوكتو في مالي، التي تعتبر مركزا ثقافيا قديما منذ أواخر القرن الثاني عشر ، اقتحمت القوات الفرنسية والحكومية المدينة في اطار هجوم ضد المتمردين الإسلاميين.
وتدخلت فرنسا عسكريا في مالي، مستعمرتها السابقة وثامن أكبر دولة أفريقية، منتصف كانون ثان/يناير الجاري.
وكان من الواضح أنه بدون التدخل الفرنسي ، لن تتمكن حكومة مالي من وقف طوفان القوات الإسلامية المسلحة من فرض سيطرتها على مزيد من المدن والبلدات كما فعلوا طوال العام الماضي في شمال مالي، وهي مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة.
ولم تغب أزمة الوطن عن أذهان لاعبي مالي في مباراة أمس.
وقال سيدو كيتا قائد منتخب مالي وأبرز لاعبيه قبل مباراة الكونغو في ديربان: "نحن متأثرون بما يجري في مالي لأنه يجعل حياة من يعيشون هناك بالغة الصعوبة والتعقيد".
وأضاف: "ولكنه في نفس الوقت يعطينا حافزا إضافيا لإحضار بعض البهجة إلى مالي وتقديم بعض لحظات الفرح لدولة تسير عبر طريق وعر لا نهاية له".
وأكد مدرب مالي، اللاعب الفرنسي السابق باتريس كارتيرون الذي تولى تدريب النسور في حزيران/يونيو الماضي، أن مهمته في جنوب أفريقيا تقتصر على الملعب.
وقال كارتيرون: "بالتأكيد، نحن ندرك أن نجاحنا سيسعد شعبا بأكمله ، ولكن مهمتنا هي التركيز في اللعب".
وأوضح كيتا أنه رغم تيقن منتخب مالي من أن كرة القدم لا يمكنها أن تغير شيئا في الازمة المسلحة، فإنه وزملاءه بالفريق يريدون استخدام كرة القدم وسيلة لجلب بعض الشعور الإيجابي لابناء وطنه.
وقال كيتا /33 عاما/ عقب فوز مالي على النيجر 1/ صفر في مباراتهما الافتتاحية بالبطولة: "نريد استخدام كرة القدم أداة لاستعادة السلام في مالي، ولا نستطيع أن نحقق ذلك إلا بالفوز في مبارياتنا".
وقبل توجه مالي إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في البطولة الحالية ، كانت واحدة من الدول القليلة التي أقامت معسكرها التدريبي استعدادا للبطولة داخل أراضيها.
وقال كارتيرون: "بقينا في باماكو (العاصمة) خمسة أيام ، وجاء آلاف الأشخاص لمشاهدة تدريباتنا يوميا .. كنت أريد أن يشعروا بشيء إيجابي ، وقد سعدنا حقا لأنهم شعروا بالحماس".
وأثناء استعداد النسور لمواجهة غانا، أقوى فرق المجموعة الثانية ، أكد كارتيرون /42 عاما/ أن استعدادات الفريق لم تتأثر بالأزمة الراهنة في البلاد رغم أن لاعبيه على اتصال دائم بذويهم في مالي.
وقال كارتيرون: "يتمتع اللاعبون بسلوك إيجابي حاليا. إنهم يتصلون بأسرهم يوميا ، ولكني أعتقد أن كل ما يريدونه الآن هو أن يلعبوا كرة القدم وأن يقدموا الكثير من الأشياء الجيدة لبلادهم".
ويتنافي الوضع المتأزم في مالي مع التقدم الثابت والممنهج لمنتخب البلاد في جنوب أفريقيا، وربما يكون من المناسب أن تواجه مالي البلد المضيف، في دور الثمانية السبت المقبل.
فلو كان هناك أي دولة تعرف معنى الانقسام جيدا ، فستكون هذه الدولة هي جنوب أفريقيا. وسواء حدث ذلك بمعجزة إلهية أو ضربة حظ أو قيادة حكيمة، فقد نجحت جنوب أفريقيا في تجنب حمامات دم كانت مؤكدة عندما سقط نظام الفصل العنصري (الابارتايد) في البلاد أوائل تسعينيات القرن العشرين.
وربما تكون مالي على بعد سنوات من الوصول إلى حالة التصالح التي تعيشها جنوب أفريقيا الآن، ولكن ليس هناك شك في أن التغلب على منتخب البلد المضيف يوم السبت سيكون دلالة جيدة على إمكانية تسوية الأزمة في الوطن.
وقال كيتا: "إن ما يجري في مالي أكثر أهمية من مباراة لكرة القدم .. فالناس في الجنوب لن يحتلفوا عندما يعرفون أن الشمال يتعرض لضرب النار. عندما ترى حربا قريبة من منزلك ، فإنك ترتعد خوفا. أمهاتنا وإخواننا وأخواتنا جميعا موجودون هناك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق