الاثنين، 28 يناير 2013

الفئات السنية الشبابية بين قبضتي شهريار- محمد السعد‎




حكايا ألف ليلة وليلة , هذه المجموعة القصصية الذائعة الصيت , والتي ألهمت الملايين من عشاق الأدب والخيال .
عالم ألف ليلة وليلة أو الليالي العربية كما يطلق عليها المستشرقون الأوربيون , عالم مليء بالعجائب والمغامرات والجنون والمجون والحكم وكل ما يخطر ببالك , صاخب لأبعد درجات الصخب , نابض بالحياة والطرب لدرجة الهوس .
حظي هذا العمل الفريد بإهتمام الغرب وتأثر به الأدب الغربي حتى أصبحوا ينظرون للشرق من خلال هذه المجموعة القصصية الفريدة التي أعتقد بأنها أفضل مجموعة قصصية عرفها التاريخ البشري .
ذاع صيت شخصيات وأبطال هذه الحكايات مثل الملك شهريار وزوجته شهرزاد ودنيازاد أخت شهزاد والسندباد البحري وعلاء الدين ومصباحه السحري وعلي بابا والأربعين حرامي والشاطر حسن , وتم توظيف أسمائهم في كثير من الأعمال الفنية والسينمائية العالمية .
الملك شهريار هذا الملك الجبار المتعطش لسفك الدماء , الذي خانته زوجته فأصبح يكره كل النساء , حتى قرر أن يتزوج كل ليلة عذراء ويقتلها مع طلوع الشمس للإنتقام من بنات حواء .
حتى قررت شهزاد جارية الملك شهريار وزوجته في مابعد , أن تخلص بنات جنسها من هذا الطاغية المجنون , شهرزاد هذه المرأة الذكية والبارعة في صناعة القصة من وحي خيالها الخصب , وكانت حكايتها التي بلغت الألف ليلة هي مجرد حيلة تشغل بها الملك شهريار عن قتلها وبالتالي التوقف عن قتل بقية بنات جنسها .
فصارت تحكي كل ليلة حكاية جديدة تستهلها بمقولتها الشهيرة ( حكي فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان ) وتحكي له قصص الملوك والوزراء والولاة والأنس والجن والسلاطين والطير والحيوان واللصوص والمحتالين .
وفيها من قصص النساء من ملكات وأميرات وماكرات وساحرات , وفيها أغرب الحكايات في رحاب القصور الشامخة والبحار والأدغال والجبال والجزر الضائعة في متاهات الأحلام والخيال .
فأصيب شهريار بالشغف والدهشة بحكايات شهزاد الشيقة حتى صار كل ليلة ينتظر إكمال مسلسل الأحداث ولا ينام حتى طلوع الشمس عندها تختم شهزاد حكايتها بمقولتها الختامية : وأدرك شهزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
توقف شهريار عن الفتك بالنساء لمدة ألف ليلة وليلة وهي مدة حكايات شهرزاد الشيقة , لأنه كان مشغول عن القتل بحكايات شهرزاد والإستمتاع بها والغوص في تفاصيلها والتحليق في عالم الخيال والعجائب .
والطغاة والجبارون لم يقتصروا على الخيال والخرافات لأنهم واقع معاش , فهناك أكثر من شهريار يعيش بيننا في هذا الزمان وفي كل زمان , شهريار موجود بيننا في المدرسة والجامعة والبيت والشارع , وفي الدائرة الحكومية وفي الوزارة , وفي المشفى أيضاً على هيئة طبيب مداوي .
فكلما زاد التخلف والرجعية والفساد زاد تواجد شخصية شهريار بيننا , وأصبحنا نراه في كل مكان نرتاده , وظاهرة شهريار هي ظاهرة غير صحية وغير حضارية إطلاقاً , وهي لا تتكاثر إلا في البيئات الطافحة بالسادية .
شهريار موجود أيضاً في الرياضة , وخصوصاً في نادي الشباب الجديد , فنادي الشباب الجديد كمنظومة متكاملة في تعاملها مع قطاع الفئات السنية أصبح شهريار جديد بمواصفات رياضية خالصة .
في الشباب القديم كنا كل يوم نسمع بولادة موهبة جديدة , وفي الشباب الجديد صرنا نسمع كل يوم بإجهاض موهبة جديدة , حتى صار قتل المواهب يومي ومستمر بمباركة الشهريار العالمي ( ميشيل برودهوم ) .
يبدو أن الكوتش المحترم كان من المعجبين بحكايات ألف ليلة وليلة , ويريد أن يتقمص شخصية شهريار وتطبيقها على سكان الشرق .
طبعاً ملامح شخصية شهريار بدأت في التشكل في مدربنا العزيز في طريقة تعامله مع المحترف الأجنبي إبراهيما يتارا والمحترف الأوزبكي سيرفر جيباروف , وتعامله مع هذين النجمين الفذين يعطي إنطباع بأن المدرب إما لا يفقه شيء في مجال التدريب أو أنه شخص متعسف يهوى التسلط على الأخرين .
حكايات ألف ليلة وليلة , كانت مصدر إلهام للفنانين والأدباء والرسامين , ويبدو أنها مصدر إلهام للمدربين أيضاً , فالقتل اليومي للمواهب في نادي الشباب الجديد واقع ملموس يحتاج لوقفة صارمة مع المسؤول عن هذا الهدر اليومي للمواهب .
هل يعقل أن يكون فريق الشباب لدرجة الشباب يقبع في المركز الثاني عشر ؟ وهل يعقل أن يكون ترتيب الفريق الشبابي لدرجة الناشئين في المركز العاشر تقريباً ؟
الفئات السنية في نادي الشباب تموت وتنتهك بصورة تعسفية رهيبة , مابين مدرب سادي وإداري لا نعلم ماهو إنتماؤه وتوجهاته .
مايحصل للفئات السنية في نادي الشباب هي فضيحة وكارثة لا تغتفر بحق الكيان , الشباب الجديد صار شهريار مغتصب للموهبة والكفاءة والنجومية , والأقلام الشبابية المتواطئة مع هذا المارد المدمر , أين هي عن حال الفئات السنية في النادي , لا نجد أي رد فعل إيجابي تجاه هذا الحال المتردي حتى ولو أقتصر على الشجب والإستنكار .
هل تريدون أن يقوم الإعلامي ( سعود الصرامي ) الحديث عن مشاكل النادي ومحاولة إصلاحها , سعود الصرامي الذي نصب نفسه في الأونة الأخيرة محامياً عن الشباب ومدافعاً عن حقوق النادي وحقوق نجومه بالنيابة عن الأقلام الشبابية .
لا أعلم ماهو شأن سعود الصرامي بنادي الشباب , وماهو سر الإلتصاق الحميمي بين سعود الصرامي ونادي الشباب الجديد , هل وقعت عليه هداية مفاجة من السماء جعلته رحيماً بالمظلومين إعلامياً في نادي الشباب , هل أصبح بغتةً محباً للعدل والمساواة , وراغباً في الحياد والموضوعية , وباحثاً للحقيقة في كل مكان .
ومن طرائف سعود الصرامي ومحاولاته للتقرب مع نادي الشباب , هي حكاياته الحزينة التي تنافس حكايات شهرزاد والتي تحكي قصة ناصر الشمراني مع النجومية , وكيف شق طريقة للأضواء بداية من حواري مكة القديمة , عندما كان يلبس في طفولته الحذاء العتيق المهتري ويمارس هوايته في أزقة مكة الضيقة , والغريب في حكاية الصرامي هي الدقة البالغة في وصف الحذاء القديم , وكيف كان هذا الحذاء متشقق وقديم ومحمل بالأتربة ويبدو أن نسي أن يذكر سعر الحذاء الرخيص مبالغة في تصوير المأساة .
وليتك ياعزيزي الصرامي أخذت معك المجهر الميكروسكوبي لفحص حالة الحذاء الصحية وهل يحتوي على فيروسات وفطريات حتى تتضح الحالة للقارئ الكريم .
تفوق الصرامي على شهرازد وتفوق على فيكتور هيجو مؤلف رواية البؤساء , وتفوق على نجيب محفوظ وطه حسين , لأنه إستطاع أن يصف بمنتهى الدقة حالة المظلومين قبل وبعد الشهرة والنجومية .
طبعاً من الوسائل والطرق المساعدة على التقرب من الشباب الجديد هي الثناء والمدح للمهاجم الشبابي ناصر الشمراني , والتنويه للظلم الإعلامي الذي يتعرض له , ويجب ذكر مسألة هامة جداً وهي أن ناصر الشمراني لو كان لاعباً لنادي جماهيري وإعلامي لنصبوا له تمثال يقارع تمثال الحرية في نيويورك , ولا تنسى دائماً مسألة التمثال يا رعاك الله .
وأبتعد قدر المستطاع عن مديح وثناء وذكر مظلومية نجوم الجيل الذهبي مثل فهد المهلل وفؤاد أنور وسعيد العويران وعبدالله الشيحان , لأنك لن تستفيد مثقال ذرة وقد تنظم لقائمة الطابور الخامس لا سمح الله , وللمحافظة على وقتك وجهدك لا داعي للتطرق لهم نهائياً .
ولكل شخص يمتلك خيال خصب ويمتلك قلباً رحيماً وقدرة على التوغل في دواخل النفس البشرية , ولديه الرغبة في التقرب من الإدارة الشبابية , فأنصحك بوصف إحدى مقتنيات ناصر الشمراني القديمة ومقارنتها بالتطور الحاصل في مقتنياته في الزمن الحديث , ولا داعي لإعادة حكاية ( الحذاء القديم ) فقد سبقك بها عكاشة ( ناصر الصرامي ) .
ومن المقترحات والأفكار التي ننصح بها والتي قد تصنع منك شهرزاد القرن الواحد والعشرين , صياغة قصة جديدة عن سيكل ناصر الشمراني القديم , الذي كان يتجول به بين حارات مكة وأزقتها , وكيف أنقلب الحال وصار يركب السيارات الفارهة ويتجول بها في شوارع مدينة الرياض الواسعة.
 وناصر الشمراني نجم كبير ولا يحتاج لكل هذا الدجل والخزعبلات المثيرة للشفقة , ولكن هو تصوير للواقع الشبابي المرير.
وبأذن الله في قادم الأيام سوف نضع التمثال بجوار الحذاء والسيكل في متحف الشباب الذي نسمع به ولا نراه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق