الخميس، 31 يناير 2013

رافاييل فاران.. "فتى زيدان" يطل برأسه في مدريد


من ألبرتو برافو

مدريد  (د ب أ) - سباقا ركض تفوق فيهما على ليونيل ميسي ، إبعاد هدف من على خط المرمى ، تسجيل آخر في مباراة حامية الوطيس أمام برشلونة ، كلها أسباب جعلت "فتى زيدان"، الفرنسي رافاييل فاران ، يطل برأسه بين نجوم ريال مدريد.

واعترف قلب الدفاع الخجول ليل الأربعاء ، بعد أن حاصرته كاميرات التليفزيون عقب انتهاء "كلاسيكو" الكرة الأسبانية على ملعب "سانتياجو برنابيو" بالتعادل 1/1 في ذهاب قبل نهائي كأس الملك "كانت المباراة التي حلمت بها. كانت ليلتي الأفضل بقميص ريال مدريد وأتمنى أن أواصل على هذا النحو".

في سن التاسعة عشرة ، تحول فاران إلى اللاعب الأجنبي الأصغر سنا في ريال مدريد الذي يهز شباك برشلونة. لكن أداؤه تضمن عوامل أهم من تسجيل هدفه الأول في الموسم أو إبعاد آخر من تحت العارضة في الشوط الأول.

لم يكن هناك ما تسبب في حماس أكبر بين الجماهير في ذلك الوقت أكثر من تلك اللحظة في الشوط الأول التي تفوق فيها في سباق سرعة على ميسي نفسه ، أشهر "جلاد" للفريق الملكي. كان لتلك اللعبة ، التي تكررت في الشوط الثاني ، قيمة رمزية كبيرة.

واعتبرت الصحف الصادرة اليوم أن فاران هو المعشوق الجديد لريال مدريد. وقالت صحيفة "الموندو": "ولادة إمبراطور"، فيما أضافت "ماركا": "فاران يصنع شخصيته. المدافع الشاب يتوج نفسه بطلا للريال بهدف وعدة لعبات دفاعية من العيار الثقيل".

وفي مباراة كان ينتظر فيه منافسة أخرى فردية جذابة بين ميسي وكريستيانو رونالدو ، كان فاران نهاية الأمر من طغى على جاذبية بقية نجوم الكلاسيكو.

حتى صحافة برشلونة مثل "سبورت"، أبرزت أن "فاران أثبت نفسه في البرنابيو كمدافع يتمتع بمستقبل كبير".

ويبدو المدافع الفرنسي مدهشا بسبب إمكانياته الكبيرة مقارنة بعمره. فحتى 2010 لم يكن قد وقع أي عقد كلاعب محترف ، وفي تشرين أول/أكتوبر من ذلك العام بدأ التدرب مع الفريق الأول لنادي لانس الفرنسي ، وحتى من منتصف الموسم لم يكن قد أوجد لنفسه مكانا في التشكيل الأساسي لفريق المؤخرة في جدول الترتيب.

كان ذلك كافيا لنجم الكرة المعتزل زين الدين زيدان ، الذي كان يعمل وقتها مستشارا لنادي ريال مدريد ، كي يوصي بالتعاقد معه ، الأمر الذي قابله قطاع عريض بوسائل الإعلام بتشكك.

دفع ريال مدريد في 2011 قرابة العشرة ملايين يورو /13 مليون دولار/ مقابل لاعب مجهول كان يتدرب مع مدافعين دوليين وكبار من قامة سيرخيو راموس وراؤول ألبيول وبيبي وريكاردو كارفاليو.

لكن أيضا من المؤكد أن مانشستر يونايتد سعى للتعاقد معه حتى اللحظات الأخيرة ، الأمر الذي تسبب كذلك في ارتفاع ثمن الصفقة.

بعد زيدان ، كان البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد هو الشخص الذي وجد شيئا في اللاعب.

لم يكن فقط قادرا على التحكم جيدا بالكرة رغم طوله الفارع /192 سنتيمترا/ ، بل سرعته الكبيرة ، والأهم من ذلك كله أنه كان يثبت في كل مباراة أنه لا يعاني من ضغوط اللعب لواحد من أكبر أندية العالم.

وأكد مورينيو "لابد من الصبر عليه. سيكون في المستقبل قلب الدفاع لريال مدريد"، حيث كان يمنحه الفرصة شيئا فشيئا ، مع انتقاء مبارياته بعناية.

حتى جاء "كلاسيكو" الأربعاء في ذهاب الدور قبل النهائي للكأس الذي بدأه فاران أساسيا إلى جوار كارفاليو ، الذي يكبره ب15 عاما ، في ظل حالات الغياب العديدة في دفاع الفريق. وقدم أداء بلا أخطاء أمام جماهير خصصت له الجانب الأكبر من تحياتها خلال المباراة.

وداخل الملعب ، هو النقيض تماما لزميله بيبي: فلا يتحدث ، ولا يضرب المهاجمين ، ولا يعترض.. الفرنسي يعبر عن نفسه في الملعب باللعب.

وبات السؤال الآن هو: ما الذي سيحدث عندما يعود سيرخيو راموس وبيبي إلى الفريق؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق