يقول شهاب الدين الأبشيهي في كتابه الظريف ( المستطرف في كل فن مستظرف ) , بأن الأبله السليم القلب هو من بقر الجنة لا ينطح ولا يرمح .
ومن يرجع لكتاب ( طبائع الاستبداد ) لرائد الإصلاح المفكر عبدالرحمن الكواكبي الذي وصف فيه فلسفة المستبد في حكمه , وفلسفته في اختيار أعوانه , الذي يكونون غالباً من أهل القربى والحظوة لديه حتى يضمن ولاءهم وطاعتهم .
ويقول الكواكبي في كتابه : أن المستبد في بادئ الأمر يستعين بأهل العلم والخبرة فيستميلهم , حتى يستفيد من علمهم وخبرتهم فإن أذعنوا لما يريد ووظفوا خبرتهم وعلمهم لصالح أهوائه ورغباته فـــ ( بها ونعمت ) , وإن لم يذعنوا وغلبت عليهم ضمائرهم , أطاح بهم , وأتى بغيرهم ممن يذعنون , وجعلهم أهل حظوته , حتى وأن كانوا يفتقدون لما يؤهلهم لتولي أمور الناس والتصرف في شؤونهم , فيصبحون – كما وصفهم الكواكبي – كبقر الجنة لا يرمحون ولا ينطحون , وإنما يفعلون ما يؤمرون .
وهذه الفئة التي لقبها الكواكبي بلقب ( بقر الجنة ) , هي فئة منتفعة من وراء المستبد الذي يغدق عليها من الهبات والعطايا ويميزهم في الأجور والرواتب , وهذا يجعلهم يدوسون على ظمائرهم من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية .
ظاهرة بقر الجنة موجودة بالفعل ولا أحد ينكرها في محيط الأندية السعودية , تزيد وتنقص في كل نادي حسب شخصية الرئيس وحسب مرونته ورحابة صدره , فكلما زادت حالة الإستبداد في عقلية الرئيس زادت معها أعداد بقر الجنة وقد تطغى في ذاك النادي حتى تجتاح الجماهير , ويصبح الكل أبقاراً لا ترمح ولا تنطح وتدور في فلك الرئيس الكريم أطال الله في عمره .
أن يكون هناك إصلاح في أحد الأندية السعودية هذا يعني بالضرورة أن يفقد المنتفعين بعض مميزاتهم أو كل مميزاتهم , لذلك عملية الإصلاح الشاملة في الفريق الكروي بمثابة كابوس يقلق مضاجع أبقار الجنة .
فلا يهنأ نوم بقر الجنة ومن يراعاهم حتى يتم تحويلنا جميعاً لبقر في جنة المستبد , لذا الوقوف ضد هذه الظاهرة مطلب جماهيري مُلح , لكي لا نصبح جميعنا ومنتفعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق