ردد الرئيس الهلالي بلغة الواثق وبعد موسمين ناجحين بأن إدارته رفعت من سقف التطلعات في الوسط الرياضي إلا أن ملامح الإحباط بدت طاغية على المُحيا الهلالي هذا الموسم بشكل لم نعهده منذ سنوات ,, طموح يُقتل في جماهيره ,, ومهابة كيان بدأت بالإندثار تدريجياً دون استشعار المسؤول لخطورة مايحدث ,, وهوية (فنية) أعدمت تماماً تحت قيادة مدربه الفرنسي المُقال بتخبطاته التي جعلت من الفريق خصماً هيناً لا حول له ولا قوة أمام منافسيه ,, وإدارة قطعت صلة (العمل) بينها وبين المدرب بعد أن ألغت منصب "مدير الفريق" وظلت تقف متفرجة على تخبطات الفرنسي لتكشف عن ضعفها في معالجة الأمور وعجزها عن العمل سريعا لتدارك مايمكن تداركه ,, ولعل خروج سامي الجابر (الإداري) فضح أوجه الضعف للإدارة الهلالية في إدارة شؤون فريقها الكروي .. وأظن بأن الإدارة خشيت التدخل مبكراً وإتخاذ قرارات إصلاحية خوفاً من أن تلاحقها تهمة (التناقض) في القرارات ولكنها في الأخير اتخذتها ولم تخشَ التهمة بعد أن رأت حجم الغضب في الشارع الهلالي من العمل السيء وكان الأولى عدم الإنتظار حتى انتهاء فترة تسجيل اللاعبين التي انقضت بيوم إقالة المدرب ليرحل وقد ترك الفريق بلا (هوية) وبلاعبين أجانب يخشى الكثيرون أن يكونوا امتداد لسوء الاختيارات السابقة .
* الهلال اللذي كان حلماً وهدفاً للوصول إلى أكبر المكتسبات الرياضية للنجوم من اللاعبين والمدربين لم يعد كما عهدناه خلال الفترة الأخيرة لإدارة عبدالرحمن بن مساعد ,, فبوابة الخروج من الهلال أصبحت الأوسع للاعبيه ومدربيه وإدارييه تحت "مبررات" تكشف لنا ضعف القيادة الهلالية التي وقفت موقف "المستسلم" أمام أسباب الرحيل , فخرجت الأسماء العظيمة وجاء بدلاً عنها من أصبح ذكرهم ثقيل على قلوب الهلاليين نتيجة اختيارات ضعيفة لإدارة الهلال وقد سبق وقال رئيسها بأنه رفع من سقف التطلعات إلا أن إدارته ومنذ الموسم الماضي لم تُشعر جماهير ناديها بأنها تبحث عن التفوق والمحافظة على مكتسبات (هيبة فريق) صُنعت لعقود بعرق رجال عملوا من الصفر لبناءها ..
* بات التهرب الإداري من الوعود التي قطعها الرئيس هي الصفة الملازمة لإدارته .. الرئيس الذي قال بأن على خصوم الهلال ألا يتمنوا رحيل (لاعب أو مدرب) لأن البديل سيكون أفضل منهم لتبدأ بعد ذلك المشاهد الحزينة لمسلسل خروج الأسماء برحيل نيفيز وحضور (أحمد علي) , ثم رحل رادوي وجاء بدلا عنه (هرماش) وخرج (هرماش) وجاء جوستافو ,, ورحل الأشقر ويلهامسون وجاء بديله (ايمانا) وقبلهم رحل المدرب (غيريتس) وجاء مكانه (كالديرون) ثم جاء المدرب (الفاشل) الذي أقيل في جميع محطاته التدريبيه (توماس دول) و بعده (هاشيك) ليكتمل المسلسل هذا الموسم بالسيد (كومبواريه) ثم زلاتكو ,, ولا أعلم كيف وبماذا تكون أفضلية البدلاء على سابقيهم كما وعد الرئيس !!
* أما المهابة الهلالية فقد بدأت بالاندثار منذ أن ظهرت لغة لم يعهدها الهلاليين من قيادييه طوال تاريخه ,, تلك اللغة الدخيلة على البيت الأزرق ارتسمت حروفها بيد رسامها (الرئيس) الذي أصبح يغذي جماهيره بداء الضعف وإبداء الاستسلام للهزيمة قبل حدوثها بعد أن غذا بها لاعبي فريقه خلال السنوات الماضية ,, مستصعباً المنافسات قبل خوضها وممهداً بتصاريحه للخسارة عبر وسائل الإعلام حتى أظهرت فريقه مكبلاً بالهم والخوف وفاقد للشجاعة عند المنازلات التي تحتاج للشجاعة ..
* أما هوية الهلال الفنية المفقودة فيتحمل منها الجزء الأكبر مدرب الفريق المُقال السيد كومبواريه الذي أظهر بداية الأمر قدرة كبيرة في إتخاذ القرارات الإدارية الصائبة جعلت التفاؤل يبلغ عنان السماء عند محبي الأزرق وجعلتهم يتغاضون في البداية عن الأخطاء الفنية التي يقع فيها الفريق تحت قيادته اعتقاداً منهم بأن المدرب سيصلح الأمر حال تعرفه على الفريق ,, فمرت المباراة تلو الأخرى دون إصلاح بل زادهم حيرة وتعجبا بتخبطاته قبل كل مباراة يخوضها الفريق ,, فلا ثبات في الأسماء ولا انضباط فني في الميدان ,
وإن كان هناك من سيدافع عن المدرب وسيحُمل اللاعبين مسؤولية ذلك فهو يُدين المدرب بضعف الشخصية لكونه لم يستطع ضبط لاعبيه ميدانيا هذا إن افترضنا صحة تحميل اللاعبين المسؤولية .
* الإدارة إتخذت القرار الصائب بإقالة كومبواريه وإن كان متأخراً بعض الشيء وعينت (زلاتكو) الذي سيكون على عاتقه حمل كبير وثقيل جداً إلا أن ماسيخففه بعض الشيء هو الدعم الجماهيري للاختيار أما الإدارة فهي مطالبة بدعم المدرب ومدير الفريق الجديد وإظهار الحزم في تعاملها مع الأحداث القادمة حتى تعيد هوية الفريق المنضبط ولتكسب من جديد ثقة الشارع الهلالي , وحتى لايخسر الفريق معها ماهو أهم , وإن تغاضت الإدارة عن الأخطاء الفنية للجهاز التدريبي كما حدث سابقاً فستكون سبباً في إقصاء الهلال من دور المجموعات الآسيوية .. فالأندية الآسيوية لن تلعب أمام الهلال وقد وضعت (هيبته وتاريخه وجماهيره ومكانة نجومه) بحسبانها وإنما ستستغل كافة الثغرات في الفريق واللعب عليها ,, كما فعلت الأندية المختلفة في النسخ السابقة , والتي أحرجت الهلال كثيراً رغم الفوارق في الأسماء و المكانة التاريخية التي كانت تصب لصالح الهلال وكان يخسر النزالات معها بسبب القراءة الخاطئة لحال الفريق قبل خوض تلك التحديات .
* الهلال فريق يسهل كشف عيوب منطقته الدفاعية في المباريات التي يتعرض فيها لضغط نفسي كالمباريات الآسيوية الحاسمة أو تلك المباريات المحلية التي يسبقها (ضغط إعلامي وجماهيري) لوجود أسماء ضعيفة جدا لايمكن أن يعتمد عليها نادي بحجم الهلال ,, فتسمع حينها في المدرج الأزرق (لاغيره) كافة أنواع الكلمات الساخرة والساخطة على الأخطاء الدفاعية والتي يسترها "محليا" (في وقت سابق) خوف الفرق التي تقابل الهلال من اسمه ومكانته الجماهيرية ولكنها تنكشف بمجرد سقوط كرة "طائشة" في تلك المنطقة والتي ظن الهلاليون بأنها متينة لاعتمادهم على أرقامهم المحلية (المُخادعة) لعدم استقبال مرماهم لأهداف كثيرة .
* مايحتاجه الهلال من مدربه الجديد زلاتكو أن يعمل بقوة على التنظيم الدفاعي و أتمنى أن لايكون التنظيم في عهده كما كان في عهد كومبواريه اللذي اعتمد على تكثيف عدد (المحاور) في خارطة الفريق وسحب لاعبين المقدمة إلى الخلف بطريقة عشوائية ,, فما يحتاجه الهلال هو الاختيار الأمثل للأسماء ووضعها في مراكزها الصحيحة ,, ومن ثم اعتماد الأسلوب الأنسب للفريق في اللعب ,, ولو عاد (زلاتكو) للفترات الرائعة التي قدمها الهلال مع غيريتس سيجد أن تركيبة الهلال الحالية مشابهة لها نوعا ما فالسرعة والمهارة تتوفر في اللاعبين وكل مايحتاجه الفريق أن يعود للمسة الواحدة التي كانت تتسبب في تصبب عرق الخصوم وتجبرهم على العودة بكامل خطوطهم للدفاع عن مرماهم ولاتمنحهم فرصة لمهاجمة الفريق .. وإن عدنا إلى مرحلة كوزمين الشهيرة بالإنضباط والقوة الدفاعية سنجد بأن الأسماء ليست أفضل من المتواجدة الآن ولكن الفارق يكمن في قدرة المدرب في تنظيم الخطوط .. لذلك على زلاتكو أن يعمل وبجد كبير على المنطقة الدفاعية المفككة وحينها سيعود الهلال لمكانه الطبيعي وتعود الإبتسامة المفقودة .
# أخطاء كومبواريه بعدم ثبات التشكيلة وعدم الاستفادة من الأسماء الشابة مثل سالم والعابد وعمليات الترقيع بتغيير مراكز اللاعبين يجب على زلاتكو إخراج الفريق منها حتى لاتستمر حملات الغضب والضغط الجماهيري .
# الموهوب عبدالعزيز الدوسري تمكن من الاحتفاظ بمركزه قبل الإصابة رغم تراجع مستواه وميله الشديد للأداء الفردي على حساب الفريق وإن عاد وظل كما كان عليه فهذا يعني بأنه لايستشعر خطورة استهدافه من جماهير لاترحم .
# يحيى المسلم دفعت فيه الملايين ولم يستفد منه الفريق وأتمنى تواجده بجوار البرازيلي (اوزيا) فهو أفضل وبكثير من وجود الزوري والمرشدي بعد أن باتت أخطاؤهم مدمرة للفريق .
# التعاقد والتجديد لأسماء ضعيفة وغير نافعة للهلال بدأت أضرارها تظهر على الفريق وعلى الإدارة إبعادها إن كانت ستستمر بعد نهاية الموسم .
# الغنام , نامي , المرشدي أسماء قدمت كل مالديها ووجب رحيلها عن الفريق .
# أخشى على الهلال في ظل الإدارة الحالية أن تصبح بطولة الدوري صعبة قوية .. فما يخسره الهلال معها يصبح هاجساً لجماهيره ويشكل ضغطا نفسيا لا تملك الإدارة قدرة على معالجته .
# تغني الرئيس بما تحقق من إنجازات في عهده عند كل إخفاق يعني المزيد من قتل الطموح في الشارع الهلالي .
# لغة الرئيس الساخرة مع بعض جماهير الهلال يجب أن تتوقف وعليه أن يتجاهل مايستفزه من الردود والكلمات والتفاعل مع مايستحق لمصلحة الهلال .
# (الأخويا) المخلصين لشخصك لايعني كفاءتهم في إدارة النادي وإستشارتهم في شؤون الفريق و الكيان .
# (بيت الشعر) يجب أن تناقش فيه (أبيات الشعر) لا أن تناقش وتتخذ فيه قرارات الكيان بحضور الأصدقاء والمحبين لسموه .
# مدير المركز الإعلامي عبدالكريم الجاسر عليه العمل بعيدا عن استفزاز جماهير الهلال فمايسخر منه الآن الجاسر (مارسه) قبل دخوله للإداره وسيمارسه بعد خروجه منها .
وأخيراً اسمحوا لي بأن أختم برسالة صغيرة : المثالية لاتناقض القوة ولا تعني (الضعف) يارئيس الهلال .
تويتر:
@ABNibrahim
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق