-
تقول القصة يا كرام - وما يطيب الكلام إلا بالصلاة والسلام على خير الأنام - بأن
كتابة مقال لا علاقة له بالنهائي بعد يوم واحد منه ضرب من ضروب ( الخبال ) !
-
فقد طويت آخر صفحة من صفحات كتابه , فالمباراة بكل أسرارها باحت , ورائحة الزعامة
من مبخر الكأس ( فاحت ) !
-
ابتدأ اللقاء قبل موعده بساعات وساعات , بل بأيام وأيام !
-
فمنذ فوز الزعيم على الفيصلي وانتصار العالمي على الرائد والأحداث المتعلقة
بالمباراة تجري على مضمار الإعلام ..
-
ابتداءً من كرت ( فرج ) ووقوع مدرب النصر في حرج - بعد إصابة أيوفي - وانتهاءً
بنظامية تسجيل يوناني بدلاً منه من عدمها مرورًا بالتساؤل عن هوية قبطان لقيادة
مركب اللقاء إلى بر الأمان .
-
الهلاليون تعلقوا ببطولة هذا العام أكثر من أي موسم مضى لسببين أولهما أن الخصم -
وللمرة الأولى - يدعى بـ(الغريم التقليدي) وما أروع أن تخطف البطولة من أمامه .
-
ثانيهما أنها ستكون - في حال تحققت - أمثل بداية قبل مشوار (الآسيوية) , البطولة
التي باتت للجمهور (الترمومتر) لنجاح إدارة الفريق من عدمه
-
أما في المعسكر الأصفر فقرص الشمس شبه مكتمل (فنيًا) بعد سنوات عجاف عاشتها جماهير
العالمي أمام (كسوف) في مستوى وغياب ضوء بطولة لم يكن كأس الأمير فيصل بن فهد -
رحمه الله - إلا (بنجًا) لتخفف من ألمهم ..
-
النصر بات مستقرًا فنيًا , استقرار كان للمدرب الأورغوياني اليد ( الأولى )
فيه , فقد أخرج طاقة ( كامنة ) في لاعبيه معتمدًا على نفسياتهم قبل إمكانياتهم
.. بينما يلعب مدرب الهلال مباراته الرابعة وإن كان التاريخ يقول بأن الهلال
قد وقَع عقدًا مع البطولة لخمسة أعوام قابلة للتجديد إلا أن جغرافيا المنطق كانت
تميل بعض الشيء للنصر عن جاره ..
-
منطقية استغلها إعلام الهلال خير استغلال فلعب على هذا الوتر لعبته المعتادة بترشيح
خصمهم لخطف البطولة ..
-
كانت تلك هي بعض المشاهد على الورق , أما على أرضية الملعب فلن تكون النتيجة إلا
بأقدام لاعبين وعقلية مدرب وصافرة حكم ..
-
مع قدوم يوم المباراة احتشدت الجماهير عند بوابات الاستاد منذ الظهيرة إلى ما قبل
البداية بساعتين لتعبئ المدرج حتى آخر كرسي منه آذنة لمسؤولي المعلب بإغلاقه ..
-
ولا يمكن لأي عاقل نبيه أن يستغرب من امتلاء الملعب عن بكرة أبيه ..
-
فنحن شعب كان - ولا يزال - يجري وراء آخر صيحات العصر , فما بالكم إن كانت
بضاعة النهائي بماركة هلال ونصر ؟!
-
قبيل بداية اللقاء وأسئلة تجري على ألسنة الجماهير مفادها :
-
هل يكتب الهلاليون على ورقة البطولة بحبرهم ؟ أم يفتح النصراويون باب الفرج بمفتاح
صبرهم ؟
-
وهل ستكون البطولة لسيدها مطيعة ؟ أم يفصل النصر (توأمة) الكأس عن الهلال في أولى
مواسم (ربيعه) ؟
-
وهل يهل الهلال في سماء بطولته المحببة له كعادته ؟ أم أن شمسًا سترسم على المشجع
النصراوي سعادته ؟
-
انطلق اللقاء فكان ممتلأً في كل شيء باستثناء هدف لم يكن ليأتي إلا قبل انتهاء
الأشواط الإضافيه بدقيقتين بـ( إقدام ) عابد و ( أقدام ) شلهوب فعم الفرح أجواء المدرج
الأزرق ليشربوا من نخب الاحتفال لولا ( راهب ) ) أبى إلا أن يرسم ابتسامةً في
المدرج الأصفر ويلطخ بصدمة مدرج الهلال فسبحان مغير الأحوال !
-
فاحتكم الفريقان إلى لقطة ختام كانت من خلف كواليس نقطة جزاء , خنقت جمهور
الفريقين قبل أن يتنفس الهلاليون بها ( السعداء ) , فاستمرت شمس النصر في غروبها
عن سماء الفرح فـ( هلَ الهلال ) في سماء البطولة معلنًا هطول فرحة على أرض الزعماء
, وآذنًا للنصراويين باستمرار ( الصيام ) عن البطولات .
-
خارج النص :
-
الهلال : سحر حلال , وكأن كأس ولي العهد لا تجرفه سوى ( أمواجه ) !
-
ليكن في حسبان رئيس الهلال - قبل لاعبيه - بأن الجمهور لن ترضيه كأس ولي العهد إن
ظلت في دواليب هذا الموسم ( يتيمه ) !
-
على جماهير النصر تجديد ثقتها في لاعبيها , فالنهائي الذي خسروه مختلف كليًا عن
نهائي كأس الملك في الموسم الماضي , فقد اقترن الخروج هذا الموسم بمستوى أشاد به
منافسوه قبل أنصاره , وذلك لشحذ همم جهازهم الفني والإداري لإحراز أحد البطولات
المتبقية هذا العام .
تويتر
@aboood_1412
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق