يُظلم الهلال كثيراً ببعض العبارات التي يراد بها المدح، ويطمع قائلها في إلباس الهلال ثوباً يليق بعظمته وسموه. وأكثر تلك العبارات ظلماً عبارة (الهلال يحلق خارج السرب).
فالأسراب دائماً تتكون من مجموعةِ متشابهين
متطابقين
وفي الغالب متساوين
وهل يصح إطلاق مثل هذا على كبير القوم؟
الهلال وحده سرب من المجد
سرب من ذهب
سرب من الإنجازات التي يسابق بعضها الآخر
كيف لا؟
وهو الأصغر (عمراً) وفي ذات الحين الأكبر (إنجازاً)
في الهلال تعدُّ البطولة تثبيتاً للواقع
وتعدُّ في عرف غيره حلماً
متعبٌ ذاك الزعيم لخصومه
ففي حضرته في أي نهائي تجد الكفة تميل لصالحه قسراً لمجرد ذكر اسمه
متعبٌ ذاك الزعيم لرؤسائه
ففي حضرته تختلف مقاييس الانجاز، فالبطولات ليست أهدافاً منفردة، بل احتكارها برمتها واجب لا مناص منه
متعبٌ ذاك الزعيم لجماهيره
ففي حضرته فقط، وفي عرف الزعماء فقط
مقدار الحزن عند الخسارة يفوق بمراحل مقدار الفرح عند الانتصار
متعبٌ ذاك الزعيم للمؤرخين
ففي حضرته فقط، لا تصبح لكتب التاريخ أي قيمة أثرية. ولا يتباهى أي مؤرخ بأنه شاهد على مالم يشاهده غيره. ففي الزعيم وحده الماضي والحاضر والمستقبل هو مجرد تكرار للمجد يعيشه الجميع بلا احتكار
متعبٌ ذاك الزعيم للبطولات
ففي حضرته فقط، تصطف كل واحدة بجوار أختها بكل مرتجفة مرتبكة، طامعة بأن يضمها كبير القوم لأملاكه الخاصة قبل غيرها
للهلال مكانة يطاول فيها عنان السحاب
لا يرضى بما دونها
وأمسية الجمعة
كانت ليلة فرح بالفعل
ولكنه لم يكن مجرد فرح ببطولة
ولكن الفرح الحقيقي كان باستمرار ذلك الزعيم على عرشه شامخاً عظيماً
واستمرار من يُطلق عليه (ظلماً) منافس تقليدي في مكانته كنقطة عبور للذهب لا أكثر
خاتمة
لـي حبيـب كَمُلت أوصافه
حُقَّ لـي فـي حـبّـه أن أُعــذرا
الرادار الأزرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق