كوبري مستمد هنا وكوبري ممتد إلى هناك وشتان بين الكوبريين في معناهما، فالكوبري الأول هنا مستمد من مهارة رياضية يمتلكها اللاعبون الموهوبون ويتفنون فيها فيسهمون بشكل أو بآخر بتمرير الكرة بين أقدام اللاعبين المنافسين، ولعل المؤكد أنهم يطربون ويثيرون الجماهير بإظهار براعتهم تلك التي يجيدونها، فذلك كوبري لا خلاف على أنه ممتع.
وبجانب هذا الكوبري ظهر كوبري آخر، ذلك هو الكوبري الممتد إلى
هناك، هو الكوبري الاحترافي - إن صحت التسمية - الذي بات طريقاً لبعض المفاوضات من
أجل الحصول على خدمات أحد اللاعبين والذي يتم نقله إلى الأندية الخارجية محترفاً
مقابل دفع مبالغ طائلة لذلك النادي ليتم التعاقد معه، ولكننا نفاجأ به يعود
لملاعبنا لاعباً في أنديتنا المحلية، ذلك الكوبري لا متعة فيه ولا شطارة، بل هو
بعيد عن مبادئنا وقيمنا التي من طبيعة ديننا، والكوبري الاحترافي أحدث فجوة وشرخاً
كبيراً في علاقات الرياضيين ببعضهم، وفي استمراريته ستتسع تلك الفجوة، وإن موعداً
متجدداً ينبئ بمزيد تعصب وتوتر وتأجيج مشاعر، ولا خلاف على أن هذا الكوبري مفجع!
مسؤولية وحس إعلامي:
إعلاميون لهم باع طويل في الإعلام لهم نظرة ثاقبة تجاه هذا الكوبري
الاحترافي أبدوا تخوفهم منه من خلال مواقعهم المتنوعة سعوا بأقلامهم وبأصواتهم
وطالبوا بضرورة وضع لائحة تنص على وضع حد لهذا الكوبري وإغلاقه نهائياً وفرض
عقوبات على من يلجأ إليه.
وقد باركوا من خلال كتاباتهم وتغريداتهم تلك الخطوة الرائعة التي
تمت فيها المفاوضات بين رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ورئيس الشباب
الأستاذ خالد البلطان، ورأوا أن تكون نموذجاً يُحتذى به في التفاوض إذ شهدت
استئذاناً هلالياً وترحيباً شبابياً ظفر من خلالها الهلال بخدمات اللاعب عبدالله
عطيف.
فاصلة منقوطة:
في الوقت الذي يبدع فيه لاعب ماهر في تمرير كوبري بين قدمي لاعب
منافس يكون هذا الأخير حاضر الذهن فيغلق الطريق عليه؛ وهنا أمنية أن يتحرك
المسؤولون الرياضيون فيكون حضور قوي في قادم الأيام لقرار يغيّب فيه ذلك الكوبري
الاحترافي عن أسماعنا فيغلق ملفه نهائياً خاصة في ظل الديمقراطية الجديدة التي
بدأت معها رياضتنا عهداً جديداً، ووقتها ستفتح مسارات لتصحيح وضع الوسط الرياضي
المضطرب، فليغلق الكوبري الاحترافي إذاً ليكون هو المسار الأول لفتح أبواب من الأمل
والانتصارات لرياضة وطننا.
سعيد البراك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق