منتخبنا فاز.. بأي وجه حق؟
ازدان الوطن بالجمال في أضحى العيد وانتصر منتخبه الوطني على نظيره العراقي فازداد جمالاً آخر على جماله، والفوز الذي قدمه منتخبنا هدية إلى الوطن وأهله وجاء متزامناً مع الفرحة بالعيد وألبس الوطن ثوب السعادة فأضحت الفرحة فرحتين، وفيما المنتخب يفوز ويحسُن بنا أن نحتفل جميعاً، تأبى قلة ألا تشارك الجميع فرحتهم بالانتصار الكبير.
اللاعبون الذين استدعوا إلى تمثيل المنتخب يعتبرون ذلك تتويجاً لعطاءاتهم وشرفاً نالوه بتميزهم عن آخرين بقوا في أنديتهم ومسألة إشراك لاعب وإبقاء آخر في مباراة ما، تعتبر رؤية فنية تخص المدرب وحده ومن خلالها أيضاً يتابع ويقيم أداء اللاعبين قبل ضمهم إلى المنتخب، والأهم من تلك الأمور كلها أن يتحقق الفوز بغض النظر عمن يشارك.
لاعبو منتخبنا أسعدوا الجميع بتحقيقهم الهدفين
فخرجوا فرحين يهتفون باسم الوطن وبينما هم كذلك، خرجت فئة بلا مباركة تطالب بغير وجه حق بانسحاب لاعبي فريقها المفضل من المنتخب وضمّنت مطالبتها أمنية برفع خطاب جماعي يشتمل على اعتذار أولئك عن تمثيله مستقبلاً، ما يعتبر جرأة غريبة على المنتخب ومسؤوليه وابتداعاً لم يعهد من ذي قبل.
نثق أن تلك المطالبة لن تؤثر فيهم ولن تجد صدى وقبولاً عند اللاعبين أنفسهم، لكن ما نخشاه أن يتفاقم الأمر مستقبلاً بابتداع مماثل أو أكثر جرأة من ذلك وغيره، والذي سيُحدث أمراً ليس من الولاء والانتماء إلى الوطن في شيء، لاسيما وأن المنتخب بقيت أمامه مباراة الإياب مع العراق في الرياض والتي سيكمل بها بإذن الله مشواره إلى أستراليا 2015.
الوطنية التي من المفترض أنها حاضرة في عقول وقلوب الرياضيين كلهم في أي لقاء لمنتخبنا، هي بحسب صاحب الفكر الضيق والمحدود تغيب وربما لن تحضر ما دام أن مسائل من هذا القبيل تغلّب على مصلحة الوطن، فمتى يدرك أن الوطن فوق أي اعتبار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق