الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

دييجو كوستا يتسبب في حالة من الانقسام ودعوات لتجريده من الجنسية البرازيلية


ريو دي جانيرو 31 تشرين أول/أكتوبر (د ب أ)- أدى قرار دييجو كوستا هداف أتليتكو مدريد برفض اللعب لصالح البرازيل مستضيفة كأس العالم 2014 وتفضيل اللعب للمنتخب الأسباني حامل لقب المونديال،إلى حالة من الانقسام في البرازيل.

وطالب بعض مسئولي الرياضة بإسقاط الجنسية البرازيلية عن كوستا،بينما وقف خبراء وزملاؤه من لاعبي كرة القدم الحاليين بجواره.

وشارك كوستا ، المولود في البرازيل وهداف الدوري الأسباني برصيد 11 هدفا ، في مباراتين وديتين مع المنتخب البرازيلي في وقت سابق من العام الجاري ولكنه لم يشارك مع السامبا في أي مباراة رسمية مما يعني قدرته على اللعب في صفوف المنتخب الأسباني،بحسب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ويعتقد اتحاد الكرة الأسباني أن نظيره البرازيلي عليه أن يتقبل قرار كوستا.

وبدأت التهديدات القوية من جانب الاتحاد البرازيلي لكرة القدم،تظهر بشكل واضح ، بما أن جوزيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي ينتمي إلى العصر الديكتاتوري الذي حكم البرازيل بين عامي 1964 و1985 . وقال كارلوس ايجينيو لوبيز المدير القانوني للاتحاد البرازيلي أمس الأربعاء، إن مارين طلب منه أن يسلك كل الطرق الممكنة لحرمان كوستا من تمثيل المنتخب الأسباني في كأس العالم،وكذلك الاتصال بوزارة العدل من أجل تجريد اللاعب من جنسيته البرازيلية،بعد أن حصل على الجنسية الأسبانية في حزيران/يونيو الماضي.

وقال لوبيز في مقابل مع صحيفة "او جلوبو" اليومية :"الرئيس (ماريا مارين) سمح لي برفع دعوى أمام وزارة العدل من أجل تجريد كوستا من الجنسية البرازيلية،التي تنصل منها اللاعب".

وأعرب لوبيز عن اعتقاده بأن قرار كوستا جاء بدافع مادي.

وشدد خبراء القانون على أنه لا توجد فرصة في موافقة السلطات البرازيلية على تجريد كوستا من جنسيته،بما أنه ليس هناك أي سند قانوني لذلك.

ومن ناحية أخرى،شعر لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي،الذي قاد البرتغال في كأس العالم 2006 بألمانيا،بالارتباك جراء القرار المفاجئ لكوستا أمس الأول الثلاثاء.

وقال سكولاري :"لقد أدار ظهره لحلم الملايين،بأن يلعب لصالح الفريق الفائز بلقب المونديال خمس مرات خلال كأس العالم في البرازيل".

وهذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها لاعب ارتداء قميص المنتخب البرازيلي من أجل منتخب آخر،ولكن رغم أن هناك العديد من اللاعبين المولودين في البرازيل الذي لعبوا في صفوف المنتخب الأسباني ومنتخبات أخرى في الماضي.

واستهل كوستا /25 عاما/ مسيرته في صفوف قطاع الناشئين بناد منافس بدوري الدرجة الرابعة البرازيلي،ولكنه لم يلعب على المستوى الاحترافي سوى في أوروبا.

وطالب كوستا البرازيليين بتفهم قراره بما أنه يلعب في أسبانيا منذ أن كان في التاسعة عشر من عمره،قائلا :"أتمنى أن تتفهم الناس الوضع".

وأوضح كوستا للموقع الرسمي لأتليتكو مدريد :"إنه قرار معقد استنادا إلى كل ما استتبع ذلك،البلد الذي ولدت فيه والبلد الذي منحني كل شيء /أسبانيا/، نظرت إلى الأمور،أعدت ترتيب الأمور،وتوصلت إلى أن الشيء الأنسب وأيضا الشيء الأفضل هو اللعب لأسبانيا،في المكان الذي فعلت فيه كل شيء".

وأعرب كوستا عن امتنانه الهائل لأسبانيا،قائلا :"كل شيء فعلته في حياتي اكتسبته من هذا البلد،أكن لهذا البلد محبة خاصة،أشعر بقيمتي الحقيقية لكل شيء أفعله على أساس يومي،وأحب هؤلاء الناس".

وأكد :"هذا القرار بأي حال من الأحوال ليس رفضا للبرازيل،لا أرى الأمر من هذا المنظور،فقط شعرت بأن لي ثمنا في أسبانيا،لقد بنيت مسيرتي بأكملها هنا،أدين لهذا البلد بكل ما وصلت إليه الآن".

ورغم تهديدات الاتحاد البرازيلي وانتقادات سكولاري،حظي كوستا بدعم جميع المختصين في كرة القدم البرازيلية،الذين طالبوا بضرورة احترام رغبته مؤكدين في الوقت ذاته أنه "لا يدين بشيء للبرازيل".

ويرى فيتور بيرنر المحلل في موقع "يول سبورت" الإلكتروني أن كوستا سافر إلى أوروبا في سن صغير جدا وبنى مسيرته هناك.

وأشار إلى أنه "قام ببعض التضحيات للارتقاء بمسيرته،لقد أيقظ اهتمام فيليباو (سكولاري) وفيسنتي دل بوسكي (مدرب أسبانيا) لقد فعل ذلك من خلال الجهد والعرق وليس من خلال مساعدة أي أحد منا".

وأضاف :"الآن أصبح (كوستا) ناجحا،وهو ليس ملزما بالعمل للإيفاء برغبة هؤلاء الذين سيصفونه بالخائن لأنه فضل اللعب لصالح منتخب أسبانيا".

وقال جوكا كفوري المحلل المشهور في صحيفة "فوليا دي ساو باولو" إن سكولاري نفسه كان يضم في صفوف المنتخب البرتغالي ديكو المولود في البرازيل،ولم يصف حينها أي شخص "اللاعب البرازيلي الحاصل على الجنسية البرتغالية بأنه خائن".

وأوضح كفوري :"دييجو كوستا اتخذ قرارا ويستحق الاحترام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق