الأحد، 12 مايو 2013

برشلونة يحرز لقبا يتسم بالحماس أكثر منه إلى الاثارة


في موسم كافح فيه تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة ولاعبه الفرنسي إيريك أبيدال المرض بضراوة ، أحرز الفريق لقبا يتسم بالحماس أكثر منه إلى الإثارة.

وتوج برشلونة رسميا بلقب الدوري الأسباني مستفيدا من تعادل منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد 1/1 مع مضيفه اسبانيول مساء أمس السبت في المرحلة الخامسة والثلاثين من المسابقة وقبل المباراة المرتقبة اليوم الأحد بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في إطار نفس المرحلة.

وسقط الريال في فخ التعادل للمرة الثانية أمام اسبانيول في الموسم الحالي حيث انتهت مباراتهما بالدور الأول في مدريد بالتعادل 2/2 .

ورفع الريال رصيده إلى 81 نقطة في المركز الثاني بعد 36 مباراة خاضها حتى الآن ولم يعد قادرا على اللحاق ببرشلونة المتصدر برصيد 88 نقطة من 34 مباراة.

وبغض النظر عن نتائج المباريات الأربع القادمة لبرشلونة ، ضمن الفريق الكتالوني استعادة اللقب لتكون المرة الرابعة التي يحرز فيها اللقب في آخر خمسة مواسم.

ورفع برشلونة بهذا رصيده إلى 22 لقبا في الدوري الأسباني مقابل 32 لقبا (رقم قياسي) للريال.

وبذلك ، ستكون مباراة اليوم أمام أتلتيكو على استاد "فيسنتي كالديرون" بالعاصمة مدريد بمثابة نزهة كروية لأبناء المدرب تيتو فيلانوفا في ظل انتهاء الضغوط الواقعة على الفريق.

كما تستعد جماهير الفريق الكتالوني للاحتفال غدا الاثنين في شوارع برشلونة بهذا اللقب الغالي.

وأعاد هذا اللقب برشلونة إلى دائرة الانتصارات والهيمنة التي قطعها الريال في الموسم الماضي بإحرازه لقب الدوري الأسباني.

ورغم هذا ، قد يكون لقب برشلونة هذا الموسم من أقل الألقاب إثارة في تاريخ الفريق بعدما حسمه الفريق بشكل منطقي في الدور الأول من المسابقة وهو ما كشف عنه البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال في كانون ثان/يناير الماضي عندما اكد أن فوز فريقه باللقب أصبح "مستحيلا" ليعلن استسلامه بشكل كبير أمام هيمنة برشلونة على المسابقة هذا الموسم.

وقدم برشلونة بقيادة فيلانوفا أفضل بداية لأي فريق في موسم بالدوري الأسباني حيث حصد 55 نقطة من 57 نقطة متاحة في الدور الأول للمسابقة بعدما حقق 18 انتصارا وتعادلا وحيدا ولم يتعرض لأي هزيمة.

وكان التعادل الوحيد للفريق في الدور الأول مع ريال مدريد 2/2 لينهي برشلونة الدور الأول متقدما على الريال بفارق 18 نقطة.

ولم يكن الموسم مثيرا ولكنه كان حماسيا في ظل كفاح كل من فيلانوفا وأبيدال ضد المرض.

وبدأ برشلونة الموسم في غياب أبيدال الذي أجرى في نيسان/أبريل 2012 جراحة زرع كبد نتيجة تعرضه لورم في الكبد.

واستمر غياب اللاعب عن صفوف الفريق لمدة نحو عام قبل أن يعود للمشاركة معه في المباريات من خلال اللقاء الذي اكتسح فيه برشلونة فريق ريال مايوركا بخماسية نظيفة.

وأكد أندريس إنييستا نجم فريق برشلونة "كان أمرا رائعا ولا يمكن تصديقه أن يعود أبيدال للعب مجددا. تغلبه على هذا الموقف الصعب كان نموذجا لهؤلاء الذين يعيشون في ظروف صعبة. من الفريقد أن تجد نموذجا مثل نموذج أبيدال الذي عاد للعب مجددا. إنه مثال ونموذج هائل".

وعلى نفس الشاكلة ، عاد فيلانوفا إلى قيادة الفريق بعد صراع مرير آخر ضد مرض السرطان حيث استأصل ورما سرطانيا في أواخر العام الماضي وسافر إلى نيويورك لاستكمال العلاج بعد الجراحة التي أجراها مما وضع برشلونة في حالة من عدم الاستقرار لعدة أسابيع في منتصف الموسم.

وأعلن النادي الكتالوني قبل سفر فيلانوفا إلى نيويروك أنها مجرد زيارة لاستشارة أراء خبراء طبيين آخرين ولكنه استمر في المدينة الأمريكية لمدة شهرين.

وخلال تواجده في نيويورك ، كانت الصورة الشهيرة هي إرسال التعليمات إلى الجهاز الفني المعاون له عبر الهاتف لتطبيقها في مباريات الفريق.

وعاد فيلانوفا في الوقت المناسب ليجهز فريقه قبل المواجهة الصعبة أمام مضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا.

وكان أول ظهور لفيلانوفا في المؤتمرات الصحفية لفريقه ، منذ عودته إلى أسبانيا ، في 26 نيسان/أبريل الماضي بعدما خسر الفريق صفر/4 أمام بايرن ميونيخ في لقاء الذهاب أمام بايرن ميونيخ الألماني في المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا.

وحرص فيلانوفا على الظهور في هذا المؤتمر ليدافع عن فترؤة النجاح التي قدمها الفريق مشيرا إلى أن الحفاظ على مستوى الأداء يكون صعبا في ظل المنافسة عالية المستوى في عالم كرة القدم حاليا.

ورغم افتقاد الفريق للحماس في بعض المباريات برحلة استعادة لقب الدوري الأسباني ، ظل لدى برشلونة السلاح الذي لا يقاوم وهو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل 46 هدفا عحتى الآن ولعب دورا حاسما في إحراز لقب المسابقة هذا الموسم إضافة لمواصة هوايته في تحطيم الأرقام القياسية.

ووسط الانتقادات التي وجهت للفريق والاتهامات بأنه فريق "يعتمد على ميسي بشكل أساسي ورئيسي" ، ثارت الشائعات والجدل في الآونة الأخيرة عن إمكانية رحيل بعض النجوم مثل المدافع كارلوس بويول قائد الفريق وأبيدال نفسه إضافة إلى رحيل فيكتور فالديز حارس المرمى الذي رفض رسميا التجديد للفريق.

ومع فوز الفريق بلقب الدوري هذا الموسم ، ستكون عملية الإحلال والتجديد لإعادة بناء الفريق أكثر هدوءا واستقرارا.

ولكن التاريخ سيشهد بأن لقب هذا الموسم كان من أصعب الألقاب وأكثرها حماسة في تاريخ الفريق الكتالوني وإن لم يكن أكثرها إثارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق