يبدو أن انقراض الديناصورات في عالم كرة القدم سيتأجل لبعض الوقت على جزيرة موريشيوس الخلابة ، حيث يلتقي قادة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للتحدث عن مستقبل الاتحاد خلال انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد لأهداف إصلاحية.
وتم استبعاد اقتراح تحديد السن ومدة الولاية من جدول أعمال يوم غد الجمعة من قبل اللجنة التنفيذية للفيفا التي يقترب عدد من أعضائها من سن الثمانين أو أكثر.
وتعتبر مثل هذه الاقتراحات ، التي لن يتم التصويت عليها قبل 2014 ، جزءا مهما من عملية الإصلاح التي ينوي الفيفا إدخالها على هيكلته في ضوء الانتقادات الشديدة التي يواجهها الاتحاد لانعدام الشفافية وفضائح الفساد التي تورط فيها مسئولون دائمون من داخله.
كما تلعب هذه القضايا دورا أساسيا في الصراع القائم على زعامة الفيفا بين رئيس الاتحاد الحالي جوزيف بلاتر /77 عاما/ ونجم الكرة الفرنسية الكبير ميشيل بلاتيني الذي يصغره بعشرين عاما.
وكان أعضاء اللجنة التنفيذية الأوروبيين السبع فقط هم من دعموا التحرك لتحديد السن داخل اللجنة التنفيذية ب72 عاما كحد أقصى. ورفضت اللجنة ، التي يترأسها بلاتر نفسه ، هذا الاقتراح ولذلك فلن يتم التصويت عليه كما كان مخططا سلفا يوم غد الجمعة.
وقبل عام واحد من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، يعتبر اتحاد الكرة الأمريكي الجنوبي (كونميبول) خير مثال على الوضع الراهن في إدارة الكرة العالمية. فقد تولى الأورجواياني يوجينيو فيجويريدو /81 عاما/ مؤخرا رئاسة الاتحاد خلفا للباراجواياني نيكولاس ليوز /84 عاما/ الذي استقال من المنصب وسط مزاعم بتورطه في أعمال فساد.
أما أقوى المسئولين الأمريكيين الجنوبيين حاليا وأكثرهم نفوذا وهو الأرجنتيني خوليو جروندونا فيبلغ من العمر 81 عاما ، وهو نفس سن رئيس اتحاد الكرة البرازيلي جوزيه ماريا مارين الذي تولى هذا المنصب بعد تنحي الرئيس السابق ريكاردو تيكسييرا الذي وجهت إليه اتهامات بتقاضي رشى.
وصرح جروندونا لوكالة الأنباء الألمانية أمس الأربعاء : "سننتظر لنرى ما إذا كانت الإجراءات الإصلاحية سيتم الموافقة على تنفيذها".
وأضاف جروندونا المسئول عن مالية الفيفا ، والذي رفض الإفصاح بشكل علني عن رأيه في الأمر: "في هذه المرحلة من اللعبة ، كل ما أريده هو البقاء على قيد الحياة".
أما بلاتر فقد عبر عن رأيه باسلوب أكثر جرأة.
وقال بلاتر: "بالنسبة لي ، يعتبر الحد الأقصى للسن بمثابة نوع من أنواع التفرقة .. إنني موافق على تحديد مدة الولاية. على أن يتم تطبيق ذلك على الجميع وليس على شخص بعينه".
وأضاف بلاتر بعد لقائه مع رئيس وزراء موريشيوس نافين رامجولان: "إنني واثق من أن مؤتمر الفيفا سيحسم الجزء الثاني من الإصلاحات ، باستثناء موضوع واحد: مسألة تحديد السن ، وهو ما دأبت وسائل الإعلام التحدث عنه كما لو كان أهم شيء في العالم".
وقبل افتتاح المؤتمر اليوم الخميس ، بعث الفيفا برسالة إيجابية عن الاجواء الديمقراطية والشفافية بالاتحاد.
ودعم الفيفا لجنة القيم التابعة له بتقديم غرفتين مستقلتين جديدتين واحدة من أجل التوصيات والأخرى من أجل المحاكمات.
وأدت تحقيقات الفيفا إلى رحيل العديد من مسئولي الاتحاد السابقين بما في ذلك رئيس الاتحاد السابق جواو هافيلانج الذي ظل رئيسا للفيفا فيما بين عامي 1974 و1998 ، وشغل منصب الرئيس الفخري للفيفا حتى الشهر الماضي. إلى جانب نائبي رئيس الفيفا جاك وارنر ومحمد بن همام.
وينتظر أن يعود غدا الجمعة حق انتخاب دولة مضيفة لكأس العالم إلى الجمعية العمومية للفيفا بدلا من اللجنة التنفيذية ، حيث سيكون من المنطقي أن يمنح الأعضاء ال209 بالجمعية العمومية قرارا بصورة أكثر ديمقراطية في التصويت على الدولة المضيفة للمونديال عن أي قرار يمكن اتخاذه عن طريق الأعضاء العشرين للجنة التنفيذية للفيفا.
وستصوت الجمعية العمومية على مسألة إخضاع كبار مسئولي الفيفا لاختبارات النزاهة ، وإن كانت المنظمات المناهضة للفساد وصفت هذا الإجراء بأنه ليس كافيا.
وفي ثنايا كل هذه المواضيع ، يكثر الحديث عن صراع القوة بين بلاتر وبلاتيني ، النجم الفرنسي الجذاب من فترة الثمانينات.
ورغم أن بلاتر وبلاتيني لم يؤكدا حتى الآن ترشحهما لرئاسة الفيفا في 2015 ، فكل منهما يقوم بمراوغة الآخر في الظل لتدعيم موقفه في الانتخابات المقبلة.
ويسعى بلاتر لانتزاع سلطة اتحاد الكرة الأوروبي خلال اجتماع المجلس التنفيذي ، بينما يسعى بلاتيني لتطبيق لائحة تحديد السن للتخلص من "ديناصورات" الفيفا.
ولا يتوقع أن ينتهي هذا الصراع في موريشيوس. فهناك جولة جديدة ستنطلق في ساو باولو قبل بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ومن المتوقع عقد الجولة الأخيرة من هذا الصراع بعد عام آخر ، خلال انعقاد الجمعية العمومية للفيفا في زيورخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق