الأحد، 9 فبراير 2014

أبعاد ..إبراهيم البابطين


الهلال والرئيس وسامي !



خسر الهلال بطولته المحببة التي كانت تنقذ موسمه في آخر سنتين من الفشل وأتبعها بأيام قليلة بخسارة ما تبقى له من أمل في البطولة الأخرى التي لا تستعصي عليه حتى وإن صممت لغيره .. وهذا مالم تعتاده جماهير الهلال التى لا ترضى إلا بالبطولة ولا يمكن بأي حال من الأحوال وهي التي تعودت على الفرح وأدمنت الذهب أن تقبل بالفشل مهما كانت مبرراته ومسبباته فكيف بتكراره .. 

في الأيام التي تلت الخسارتين انقسم الهلاليون إعلام وجمهور حول تحديد المسؤول والمتسبب الرئيسِ في هذا الفشل .. هناك من جعل المشكلة تكمن في الرئيس وحده وانه هو المتسبب الوحيد والبعض الآخر رآها في سامي واختزلها فيه ..ولكلٍ دوافعه وأسبابه التي يبرر فيها اختياره للمتسبب في هذا الفشل ..

انقسام عمل لأجله كارهي الهلال منذ سنوات حتى تحقق وتحقق بأبشع صوره للأسف .. 

الإدارة منقسمة وأعضاء الشرف منقسمون والجماهير كذلك كلٌ يغني على ليلا الكاره لهذا والمحب لذاك .. صوت العقل والرأي المتوازن قائله يقع في خطر التخوين والتطبيل .. وفرض على الهلالي جبرياً أما أن يكون مع أو ضد وإلا لأصبح مطبل مداهن جبان لا تعنيه مصلحة الكيان .. وكأن المشكلة والعلة في شخص أو اثنين ..

والملاحظ في مصلحة الكيان هذه أن اللاعبين الأحرى بالنقد أصبحوا خارج كل نقد ومسؤولية في كل فشل حتى مع تغير المدربين !


لا شك أنه يكابر من يخرج الرئيس وسامي من المسؤولية فيما وصل إليه حال الهلال الآن .. فالرئيس المتحمس والطموح الذي عمل في بداياته مالم يعمله أحد من ضخ مالي كبير، وتكوين منظومة إدارية متكاملة ساعدت كوزمين وانجحت جيرتس استقال بعد خسارة ذوب آهن ولم يعد ..   
لم يعد ذلك الرئيس الطموح والتواق للنجاح الذي قال في يوماً ما "أنا ليس من طبعي أن أركن إلى أي نجاح أحققه، فمازال لدي طموحات كبيرة مع الهلال لم أحققها بعد، وأنا مشكلتي أنني عندما أعمل في أي مجال تكون كل حواسي معلقة به فأنشغل به مالياً ونفسياً وعصبياً، وذلك على طريقة أنني إذا أتيت أتيت كلي".. 

هو بالفعل أتى بعد تلك الإستقالة ولكن لم يأتي كله ولا حتى ربعه .. فمن شهد حماسة الرئيس وطموحه في تلك الفترة لا يمكن أن يبعده عن مسؤولية ما يحدث الآن في الهلال .. فما توفر لكوزمين ومن بعده جيرتس لم يتوفر لغيرهما بما فيهم المدرب الحالي .. حتى وإن ظهرت على السطح مقولة قدم لسامي مالم يقدم لغيره ..

حاول الرئيس في هذا الموسم والذي سبقه أن يخرج عن المألوف وأن يطبق ما هو معمول به في الدول المتقدمة كروياً من خلال جعل كومبواريه المسؤول الفني والمشرف على كرة القدم وجعل من سامي المدير الفني وبمنزلة رئيس النادي ولكن كل الطرق إن لم تحتكم إلى الواقع الذي تعيشه تفشل .. وهذا ما حدث بالفعل ..
ولا ضير في أن تعيش التجربة، فكل تجربة قابلة للنجاح والفشل ولا يلام المرء بعد اجتهاده .. ولكن بعد الفشل يجب أن يعود الشخص لما كان سبباً -بعد الله- في نجاحه، وهي بلا شك المنظومة الإدارية المتكاملة التي وجدت في موسم جيرتس ..  

وكما أن جزءاً من المسؤولية يتحمله الرئيس فسامي أيضاً لا يمكن إخراجه من هذه المسؤولية التي تحمل كومبواريه ودول مثلها مع تفاوت درجاتها .. فما يقدمه سامي من عمل لا يمكن إنكاره لمجرد خسارة بطولة أو مباراة ولكن لابد أن يعي سامي أن أكبر مشكلة تواجه أي مدرب هي عندما يخطئ خارج الملعب أكثر مما يخطئ داخله .. فما يحدث خارج الملعب تظهر نتائجه نتائجه داخل الملعب سواءً كانت بالسلب أم الإيجاب ..

لم يأتِ سامي والهلال بطلا للدوري ولكن أتى ليعيد الهيبة لا ليحافظ عليها .. ومع هذا
بدأ سامي الموسم ومنذ المباريات الودية بمستوى جعلنا نتفاءل بعودة هذه الهيبة وبهلال سيأكل الأخضر واليابس ولن يقف إلا ليتزود بالذهب فقط .. مباراة بعد أخرى يزداد قوة وتماسك ويتلافى الأخطاء رغم تذبذب المستوى أحيانا وخسارة نقاط سهلة .. إلا أن الفريق قادر على أقل تقدير على خلق فرص الفوز .. حتى أتت مباراة الفيصيلي التي ظهر بعدها ليغرد في تويتر أن لكل شخص قناعاته وليس بالضرورة أن ترضي خيارات الفريق مختلف القناعات والأفكار !
لم يغرد سامي بعد خسارة بل غرد بعد فوز كانت الجماهير فيه غاضبة من مجاملته لياسر القحطاني المفلس والعائق على ظهور الهلال بشكله الذي كان بغيابه .. بعد هذه التغريدة تعادل مع الإتحاد بصعوبة وفاز على الأهلي والرائد والتعاون بصعوبة وبشقق الأنفس، وخسر النهائي ومباراة الشباب ..  

ورغم هذا من غير المنطقي أن يتحمل سامي المسؤولية وحدها، فما نشاهده من اللاعبين لا يمكن تبريره وجعل المدرب المسؤول الوحيد عنه .. فما قدمه اللاعبون أنفسهم مع المدرب نفسه من مستوى وجمال أداء في العديد من المباريات يجعلنا نتساءل عن السبب الحقيقي وراء هذا الهبوط الغريب في المستوى .. فمباراة الشباب الأخيرة مخزية ومخجلة في حق اللاعبين قبل مدربهم .. 

ليس اتهاماً بالتخاذل ولا دعوة للتفتيش عن النوايا ولكن الأكيد أن اللاعبين  وجدوا في تحميل سامي والرئيس السبب خلف كل إخفاق ما جعلهم غير مبالين ومكترثين بما تنتهي عليه نتيجة أي مباراة .. خصوصاً من كانت تعقد عليهم الجماهير الآمال ومن كان اعتماد سامي عليهم كبير .. فاللاعب بطبعه إن لم  يشعر أنه مهدد بلاعب يحل محله أو بجمهور يخشى غضبه ستكون اللامبالاة ديدنه .. وهذا ظاهر وجليء في جيل الهلال الحالي ..

وطبعاً هذا لا يخلي سامي من المسؤولية في كيفية التعامل مع اللاعبين وفي من يعطي ثقته ويبني اعتماده .. فلاعبين خط الوسط المحليين سالم والعابد وعبدالعزيز الدوسري من العبث أن يكون إعتماد مدرب طامح للنجاح عليهم .. هم أضعف وأصغر من أن يتحملوا مسؤولية نادٍ كالهلال وغير مؤهلين لفرض تكتيك وأسلوب أي مدربٍ كان .. فالإعتماد على لعيبة كهؤلاء حماقة ارتكبها دول وكومبوارية ونجى منها جيرتس وكوزمين وكالديرون ورفضها هاشيك بإعادة ويلهامسون مرة أخرى .. فالحكيم من اتعظ بغيره .. 

كان خيراً لسامي أن يلعب بلاعبين متعطشين للنجومية ولإثبات أنفسهم، وأن لا يجعل مصيره تحت رحمة لاعبين يعتتقدون أنهم نجوم وأكبر من الفريق .. ففي الأولمبي أكثر من دعيع ينتظر الفرصة ليتمسك بها ..

عندما يكون الحديث عن اللاعبين وأدائهم وتقاعسهم وحتى نجوميتهم فالمسؤولية تقع بلا شك على سامي ..  وعندما يترك سامي وحيداً بلا توفر عناصر النجاح الإدارية التي توفرت لغيره فالمسؤولية تقع على الرئيس بكل تأكيد.. وعندما لا يُلام عند الإخفاق إلا الرئيس وسامي ويفلت اللاعبين فالمسؤولية تقع على عاتق الجماهير التي تميزت منذ عقود في نقدها الصادق المبني على مصلحة الهلال والهلال فقط .. لا على تحدٍ في إسقاط مدرب أو رئيس ..

تعودنا في الهلال أن المسؤولية مترابطة يشعر بها اللاعبين من احساس المسؤول عنها .. لذا فالتصحيح لابد أن يبدأ بالتخلص من ثقافة الأعذار التي خلقت للجماهير في السنوات الثلاث الماضية وتمسك بها اللاعبون ..

الجميع بلا إستثناء مسؤول لاعبين وجهاز فني وإداري ومن خلفهم جمهور، كلٌ له دوره وقوة تأثيره ..  

فالرئيس والمدرب واللاعبون الآن أمام محك التعديل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم وهم بحاجة لوحدة الصف الهلالي أكثر من أي وقتٍ مضى .. فمازالت الفرصة مواتية لسامي للإعتماد على من هم أهلٌ لذلك، وللرئيس أيضاً لإعادة المنظومة الإدارية المتكاملة التي كانت في يوماً سبباً في نجاحه ..  

وحتى لا يخسر الهلال كل شيء يجب على الهلاليين أن يتمسكوا بمبادئهم التي وجدوا الهلال عليها منذ تأسيسه ومن كانت سببا -بعد الله- في صنع أمجادهم ..


** شوارد 

* شارة القيادة في الهلال تحتاج إلى قرار سامي يعيد هيبتها وقيمتها ..

* لا يمكن أن ينجح من ظن أنه ليس جزءاً من المشكلة ..

* النجاح حليف العمل الجماعي ومن اجتمعوا على هدف واحد وفكر واحد وعمل واحد، دون أن يفكر أحد منهم أن تكون الأضواء له وحده ..

* الأخطاء إن لم تجد من يردعها تكبر وتتكرر وتتعاظم ..

* متى ما أراد الهلاليون عودة الهلال الذي يتمنون يجب أن يحضر التقييم الواقعي الحقيقي للمشلكة الذي كانوا يتميزون به عن غيرهم، وأن يتخلص إعلام الهلال وجمهوره من النقد الذي يجلب الفلورز في تويتر وأن يكون الهلال هو الأول والأهم  فعلاً لا قولاً ..

* بتكاتف أعضاء الشرف والجماهير وحضور دور الإدارة الفعال حقق الهلال بطولات عديدة وبمدربين مغمورين ..


Twitter: @imb999

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق