الاثنين، 19 أغسطس 2013

بولت وبرايس يغرقان في الذهب وسحر إيسنباييفا يخطف الأضواء في مونديال القوى

من :جون باجراتوني

موسكو 19 آب/أغسطس (د ب أ)- ربما أحرز العداء الجامايكي الأسطورة أوسين بولت ثلاثيته الذهبية في بطولة العالم الرابعة عشر لألعاب القوى بموسكو وأكد مكانته كأفضل رياضي في تاريخ بطولات العالم للقوى ، ولكن نجمة القفز بالزانة الروسية إيلينا إيسنباييفا كانت أكثر منه سحرا وإثارة للجدل.

وتوج بولت بالثلاثية الذهبية التي تمناها قبل بداية البطولة حيث أحرز ألقاب سباقات 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع مثلما توج بنفس الذهبيات الثلاث من قبل في بطولة العالم 2009 ببرلين ودورتي الألعاب الأولمبيتين 2008 ببكين و2012 بلندن.

كما أحرزت مواطنته شيلي آن فريزر برايس نفس الثلاثية الذهبية في هذه البطولة ليحقق كل منهما دوره في البطولة بعدما حصدا سويا جميع الميداليات الست التي أحرزتها جامايكا في البطولة.

ولكن إيسنباييفا التي أحرزت ذهبية واحدة كانت الأكثر سحرا وإثارة للجدل في هذه البطولة.

وربما يعود هذا لعدة أسباب منها إقامة البطولة في موسكو وبين جماهير النجمة المخضرمة الرشيقة إضافة لاهتمام كثيرين بمتابعة مسيرتها في البطولة التي قد تصبح الأخيرة في مسيرتها الرياضية حيث تحلم بتكوين أسرة وإنجاب طفل.

ولكن المؤكد أيضا أن بعض الأسباب تعود لبولت نفسه ، الذي لم يستطع على عكس المعتاد في مشاركاته السابقة ببطولات العالم والدورات الأولمبية إضافة لعدم تقديمه الفاصل الاستعراضي الذي اعتاد تقديمه من قبل في نهاية كل سباق.

وبرر بولت ، في بداية البطولة ، عدم استمراره في تقديم هذا الفاصل الاستعراضي بأنه وجد في موسكو مدينة أكثر جدية وليس فيها روح المرح التي وجدها في باقي المدن التي خاض فيها البطولات الكبرى السابقة ومنها العاصمة البريطانية لندن.

وحافظ بولت في بطولة موسكو على لقبيه العالميين في سباقي 200 متر و4 × 100 متر تتابع واستعاد لقب 100 متر الذي فقده في بطولة العالم الماضية عام 2011 بمدينة دايجو الكورية الجنوبية بسبب البداية الخاطئة في السباق.

وبينما غابت السلوكيات الاستعراضية عن بولت ، جذبت مواطنته برايس الأضواء بابتسامتها الرائعة وشعرها الذي صبغته باللون الوردي.

وأضاف العداء البريطاني مو فرح ثنائية الذهب في سباقي 5000 وعشرة آلاف متر إلى ثنائية الذهب لنفس السباقين والتي أحرزها في أولمبياد لندن 2012 .

وأحرزت إيسنباييفا اللقب العالمي للقفز بالزانة للمرة الثالثة في مسيرتها الرياضية ولكنها قد تكون الأخيرة في حالة اتجاهها للاعتزال.

وساهم نجاح إيسنباييفا في أن تكسر البعثة الروسية هيمنة نظيرتها الأمريكية على صدارة جدول الميداليات في بطولة العالم لتفوز البعثة الروسية بهذه البطولة بعدما فازت الولايات المتحدة بلقب البطولات الأربع الماضية منذ بطولة 2003 في باريس.

وتصدرت روسيا البطولة فيما يتعلق بعدد الميداليات الذهبيةفيما جاءت الولايات المتحدة في المركز الاول في اجمالي الميداليات .

وحصد الرياضيون الروس 17 ميدالية في البطولة، منها 7 ميداليات ذهبية و4 فضية و6 برونزية، فيما حصد الرياضيون الامريكيون 25 ميدالية، بينها 6 ميداليات

وحظي الفائزون والفائزات بالذهب من أفراد البعثة الروسية بتشجيع هائل من الجماهير ولكن الحضور الجماهيري في البطولة كان متواضعا بشكل عام وكان هزيلا للغاية في الفعاليات الصباحية التي بدت فيها المدرجات شبه خاوية.

ولم تمتلأ مدرجات استاد "لوجنيكي" حتى في سباق 100 متر الذي يمثل الجائزة الكبرى في بطولات العالم.

وذكر الاتحاد الدولي لألعاب القوى أن 268 ألف مشجع من حاملي التذاكر حضروا الفعاليات المسائية بفارق ضئيل أكثر مما كان عليه في بطولة العالم الماضية في دايجو والذي بلغ 261 ألف و792 مشجعا.

ولم تشهد البطولة في موسكو بريقا هائلا ولكن السنغالي لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي للقوى أكد أن البطولة "احتفال رائع للرياضة" وأنها شهدت مشاركة عدد قياسي من البعثات حيث بلغ عدد الدول المشاركة 203 دولة للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي انطلقت للمرة الأولى في عام 2003 .

ولكن تقدير بولت للبطولة كان أقل من هذا حيث قال إنها تستحق سبع من عشر درجات.

وقال بولت "كانت بطولة مختلفة ولكنها ليست الأفضل.. تحسنت البطولة عبر الأيام. الناس أصبحوا أكثر ارتياحا وبدأوا في الابتسام بشكل أكبر وتزايد عدد الجماهير في المدرجات".

وعن عدم تحطيمه أرقام قياسية في الأزمنة التي سجلها بهذه البطولة ، قال بولت "حققت الكثير من الإنجازات عبر سنوات. هدفي الكبير كان أن أصبح أسطورة وحققت هذا في العام الماضي (بعدما حققت ثلاثية الذهب للأولمبياد الثاني على التوالي). أحاول الآن تحقيق أكبر عدد ممكن من الميداليات".

وتصدر بولت قائمة أكثر الرياضيين نجاحا في بطولات العالم للقوى حيث رفع رصيده إلى ثماني ذهبيات وفضيتين مقابل ثماني ذهبيات وفضية واحدة وذهبية واحدة لكل من الأمريكي كارل لويس ومواطنته أليسون فيليكس وثماني ذهبيات فقط للأمريكي مايكل جونسون.

وشهدت سباقات العدو في هذه البطولة غياب العديد من النجوم بسبب الإصابات والسقوط في اختبارات الكشف عن المنشطات.

وكان العداء الجامايكي يوهان بليك ، الفائز بذهبية 100 متر في بطولة العالم 2011 ، في مقدمة هؤلاء الغائبين حيث حرمته الإصابة من خوض البطولة في موسكو.

كما غاب مواطنه أسافا باول حامل الرقم القياسي العالمي للسباق والأمريكي تايسون جاي بطل العالم السابق لنفس السباق وصاحب أفضل رقم لهذا السباق في 2013 والعداءة الجامايكية فيرونيكا كامبل براون (الفائزة بذهبية سباق 200 متر في دورتين أولمبيتين وبطلة العالم لسباق 100 متر في بطولة 2007 وبطلة العالم لسباق 200 متر في 2011) وشيرون سيمبسون بسبب المنشطات.

وألقت حالات تعاطي المنشطات بظلالها على عالم ألعاب القوى ولكن العداء الأمريكي جاستين جاتلين قال "رياضة ألعاب القوى بخير. الإثارة ما زالت موجودة في ألعاب المضمار والميدان".

وحاكى البريطاني فرح إنجاز كينينيسا بيكيلي حيث استحوذ على ثنائية الذهب لسباقي 5000 وعشرة آلاف متر عالميا وأولمبيا في آن واحد حيث أحرزها في أولمبياد 2012 وبطولة العالم 2013 مثلما فعل بيكيلي في أولمبياد 2008 وبطولة العالم 2009 .

وأحرز الأمريكي لاشون ميريت ذهبية 400 متر و4 × 400 متر تتابع ليرفع رصيده من الذهب إلى سبع ذهبيات.

وأصبحت نجمة دفع الجلة النيوزيلندية فاليري آدمز أول لاعبة تفوز بأربعة ألقاب متتالية في نفس المسابقة بينما فاز الأمريكي بريتني ريس بلقبه الثالث في مسابقة الوثب الطويل وهو ما حققه الألماني روبرت هارتنج في مسابقة رمي القرص.

وفازت الكندية برايان تيسين إيتون بالميدالية الفضية لمسابقة السباعي بعد يومين فقط من فوز زوجها الأمريكي بذهبية المسابقة العشارية.

وأصبحت بطولة 2013 بموسكو رابع بطولة عالم لا تشهد تحقيق أي رقم قياسي في النتائج وسبقتها إلى ذلك بطولات 1997 بأثينا و2001 في إدمونتون و2007 في أوساكا.

ولكن البطولة شهدت ذكريات ذات طبيعة خاصة مثل فوز الأوكراني بوجدان بوندارينكو بذهبية الوثب العالي مسجلا 41ر2 متر والفرنسي تيدي تامجو بذهبية الوثبة الثلاثية مسجلا 04ر18 متر.

وكانت الأمريكية برايانا رولز من الوجوه الجديدة في قائمة الذهب مثلما يحدث عادة في البطولة التي تقام في العام التالي للأولمبياد لتكون هذه البطولة بمثابة البداية الحقيقية لها قبل بطولة العالم المقبلة عام 2015 في بكين وأولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو.

ولم تحسم إيسنباييفا موقفها بعد من الاستمرار في المشاركة بالبطولات أو الحصول على راحة لتكوين عائلة وإنجاب طفل مما يجعل مصيرها ومستقبلها الرياضي مثار جدا هائل.

ولكنها تسببت أيضا في كثير من الجدل بسبب تصريحاتها بشأن المثليين بعدما وصل الجدال حول القانون الروسي المناهض للمثلية إلى مجال الرياضة.

كما انتقدت إيسنباييفا لاعبات السويد اللاتي رسمن ألوان قوس قزح الخاصة بحركات المثليين والمثليات على أظافرهن خلال فعاليات المسابقة.

وتراجعت إيسنباييفاعن موقفها لاحقا ولكن هذه القضية يتوقع أن تظل في جدول الموضوعات المطروحة للنقاش قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة في منتجع سوتشي الروسي خلال شباط/فبراير المقبل التي تمثل أكبر مسابقة رياضية في روسيا الفترة المقبلة.

وأكد وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو مجددا أن "كل الحقوق محفوظة" ولكنه استنكر أيضا هذا الجدل ووصفه بأنه "مشكلة مصطنعة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق