أبعاد.. إبراهيم البابطين‎

معاناة الهلال !

الملاحظ في هلال السنوات الأخيرة أنه مهما قدم وفعل إلا أنه في نظر البعض يبقى هلالاً هشاً طالما لم يحقق آسيا .. وهلالاً ضعيفاً لأن في صفوفه من يخطئ .. وهلالاً مفلساً لأن أحد أجانبه لم ينجح ..

ليست دعوة لتبرير الفشل وخلق الأعذار والرضى بالقليل ، فعادة الهلال هي الذهب والعمل من أجل الذهب ..

لا خلاف بأن تحقيق آسيا مجدداً هي الرغبة الجامحة لكل هلالي ، ولكن يجب ألا تكون مصيراً يُقاس بعدم تحقيقها كل عمل وجهد ..

لن أتحدث عن آسيا ومعوقاتها ودواعي عصيانها خلال السنوات الماضية ، لأنه موضوع أكبر من أن يُلخص في أسطر قليلة ..
وإن كنت أرى أن من أهم أسباب صعوبتها بعد الأسباب الإدارية والفنية ( وبالطبع مشيئة الله) هو الجمهور الهلالي أو بالأصح   البعض من  جماهير الهلال ..

جماهير الهلال التي كانت ومازالت العنصر الأهم خلف زعامة هذا الكيان وسطوته وتميزه عن الجميع بلا استثناء ..

في السابق كانت للجماهير الهلالية كلمتها في كل ما يخص الهلال .. فالهلالي مهما وصلت به درجات العتب على النادي لا يتوقف  عن دعمه ..
دعم الهلال ليس بحضور المباريات فقط ، فعدم الحضور وهجر الملاعب في أحيان كثيرة يعتبر دعم ، العتب وعدم الرضا على مايحصل تعودنا أن يبدأ من المدرج ..
هجر المدرج كنوع من العتب كانت سمة هلالية تميز بها الهلاليون عن غيرهم تعطي لكل إدارة رسالة أن هذا هو عملك وهذه نتائجه ..

في عشق الهلاليين للهلال في عتابهم ودعمهم دروس تقدم ومعلقات تكتب ..

ولكن في السنوات الأخيرة للأسف أبتلي الهلال بجمهور، بقصد أو من غير قصد، يحاول أن يجعل من جماهير الهلال المنفردة جماهير لا تختلف عن جماهير الأندية الأخرى ..

والغريب بأن غالبيتهم قد عايش الهلال وتفاصيله التي كانت سبب بعد الله في تسيده القارة .. فخرج علينا من يتلذذ في صناعة العقدة وتضخيم المشكلة والبحث عن ضحية تكون مسؤولة عن كل إخفاق ..

لجماهير الهلال قدرها ومكانتها وهيبتها واسألوا من لعب أمامهم كيف يهابونهم ..
لم نعتد تصيد الأخطاء وتضخيمها وإيجاد ضحية لكل خسارة ..
لجمهور الهلال ثقافة عرفها الجيل السابق .. يغضبون ، يهتفون ، لإيقاد روح وبث عزيمة لا لسخرية وخلق مشكلة .. فهم يعرفون قدر الكيان ولا يهينونه ..

عندما ترى الهجوم العنيف من البعض على حارس الهلال الشاب ودفاع الهلال ، تتأكد بأن هؤلاء لم يعايشوا الهلال .. آلا يعلم هولاء أن للهلال هيبة تربك كل منتسبيه فكيف بحارس شاب كان أحوج للدعم وزرع الثقه والتوجيه لا صافرات الإستهجان والنقد والتوبيخ ..


الدعم والتوجيه والنقد الصادق هو ما اعتدنا عليه كهلاليين خاصة مع نجومنا الشباب ، لم نعتد في يوم أن نجعل من نجومنا الشباب كبش فداء ولن أقول أعداء يحلو لنا تصيد أخطائهم ..

هناك مشاكل وخلل ولكن هناك من يحاول أن يُكرس العقدة ويجعل من المشكلة معاناة تهز ثقة اللاعب في نفسه وثقة الجمهور فيه ..

لم يخرج الجابر وفي أكثر من تصريح ليؤكد ثقته في خط دفاعه وحراسته من فراغ بل خرج لردع ثقافة دخيلة علينا كهلاليين .. خرج  ليحذرنا من إعلام مضاد يريد تكريس العقدة وهز ثقتنا بعناصر هم الأفضل محلياً .. خرج ليبث رسالة للجمهور :
هؤلاء من يحمي مرماكم -بعد الله- كونوا معهم وعوناً لهم لا سبباً في هز ثقتهم وخسارتهم .. إن أخطأوا فبثقتكم فيهم سيرضونكم ..

فعلاج المشكلة إن أردنا فعلاً علاجها لا يمكن أن تكون بالطريقة التي نراها من البعض ..

* لم نعتد على الفشل ولا يرضينا تبريره وتهوينه ، ولكن من أجل الهلال والهلال فقط لنثق بهلال يقوده مدير فني يعرف كيف يسعدنا وماهي طموحاتنا ..

إبراهيم البابطين

للتواصل عبر تويتر

@imb999