استقصاد الهلال وصمت الإدارة إلى متى يستمر؟!
لم تكن تلك المبررات والأعذار الواهية التي اختلقها المنافسون للهلال وليدة اللحظة أو هذا الموسم فقط، فما يمارس ضد الهلال ظل قائماً منذ فترة ليست بالقصيرة.. وخصوصا وهو يوسع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه من حيث عدد الإنجازات والبطولات إلى أن أصبح وحيداً في القمة وأقرب منافسيه يأتي ثانياً بمسيرة أعوام من البطولات إن هو أراد اللحاق به..!!
تلك الفوارق التي خلقها الفريق الهلالي بنجومه وإنجازاته هي ما جعلته يلاقي ضروباً من الهجمات المتلاحقة من كل حدب وصوب ورميه باتهامات لا أساس لها من الصحة في محاولة بائسة إلى إقناع الآخرين بأنه لم يتحصل عليها بعرقه وجهود لاعبيه وإدارته وجماهيره..
المحاولات البائسة تلك تنوعت واختلفت على أمل أن تصل إحداها إلى هدفها.. فظلت تلك المحاولات قائمة والفريق الأزرق يرد داخل الميادين عليها واحداً تلو الآخر بالحصول على الألقاب والذهب..
المتابع للشأن الرياضي من مختلف الأعمار والفئات بل وحتى من أنصار الأندية الأخرى التي تنافسه، يعلم جيداً بأنه حصل على تلك المنجزات بجهد مبذول وعناء وإن حاول الآخرون التشكيك في تلك المنجزات البطولية الممزوجة بالذهب الذي لا يصدأ!!
فمن هلالية اللجان التي ظلت ملازمة لهم منذ أمد بعيد إلى محاولات إبعاد لاعبيه المؤثرين عن مواجهاتهم باختلاق قضايا لا وجود لها أو مسببات وحجج ضعيفة.. بل وصل الحال إلى ملاحقة لاعبيه ونجومه ومحترفيه حتى وهم يمثلون الفريق في مناسبات وطنية كشفت تلك المخططات بأخطائهم هم كما حدث من إداري سابق في المنتخباتالوطنية وعبر (رسالة جوال) بعثها بالخطأ.. أبطلت مخطط (هلالية اللجان) المزعومة تلك.. ومروراً بلجنة التحكيم (الزرقاء) التي ابتدعوها والتي بأخطاء حكامها جردته منعدد ليس بقليل من حقوقه في مباريات ساهمت في ضياع الألقاب ورفع رصيده منها وزيادة غلته..!! تلك أيضا أبطلتها إقرار إسناد المباريات الجماهيرية والمؤثرة إلى حكام الجانب وترك الحرية بعد ذلك إلى الأندية باختيار الحكم الأجنبي, فتلك أظهرت لهم حقيقة أخرى كانت أشد مرارة من سابقاتها فالإحصاءات الرقمية تؤكد بأن الغالبية العظمى من تلك الألقاب والإنجازات التي نصبته زعيما وبلا منافس جاءت بقيادة حكم أجنبي.. بل وإن الأرقام أيضاً تؤكد بأن الهلال هو الفريق الأكثر طلباً للحكام الأجانب في مبارياته المؤثرة قياساً من كانت ألسنتهم تطالب به عبر وسائل الإعلام فقط لكنها تختفي في الواقع، أمثلة كثيرة تبطل تلك الحجج الواهية والأعذار الضعيفة التي تحاول الحد من تلك الأفضلية التي صنعها الهلاليون لأنفسهم..
أما ثالثة الأثافي (العنصرية) وإن كنت كغيري لا أقر بها على الإطلاق مهما حاول البعض التقليل من وطئها إلا أننا نبقى متفقين على نبذها.. فإنني أرى أنها أصبحت الأمل الذي يعلق البعض عليه خسائره.. ويجدها فرصة لطرحها كقضية لإشغال الوسط الرياضي بها متناسين بأنهم هم أنفسهم من بدأ في ذلك وابتدعوها وأدخلوها إلى وسطنا الرياضي من خلال أهازيج (ملحنة) ضد قائد الهلال والمنتخب (ياسر القحطاني) وقفت حيالها لجنة الانضباط التي أثبتت الأحداث بأن الهلال هو النادي الأكثر الذي اتخذت حياله عقوبات خلال الأعوام القليلة الماضية وفي مخالفات لم يعاقب مرتكبوها من الأندية الأخرى.
وقفت لجنة الانضباط موقف المتفرج من تلك الأهازيج وكأن شيئا لم يكن.. بل وبقيت أعواماً وكأنها (لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم) إلى أن توارثتها جماهير دول مجاورة وقفت منها الجهات المسؤولة فيها موقف الضد وعاقبت من يرددها إدارياً وغرمته مالياً!!..
أولئك أيضا هم الذين اتخذوا من (العنصرية) سبباً لإشغال الشارع الرياضي عن خسارة موجعة كان يردد عبارات عنصرية ضد أحد لاعبي الهلال في الأمس القريب (نواف العابد) لمجرد أنه هز شباكهم.. أين أصواتهم وأصوات غيرهم من المؤيدين لهم آنذاك من عبارات العنصرية التي يتغنون بها الآن..!! نعم أين هم ولماذا لم تخرج حينها الأصوات التي تندد وتنادي بنبذها..!!
أعتقد بل وأجزم أن ما نلحظه هذه الأيام على الساحة من مبررات ضعيفة تفتقد للحجة والأدلة الدامغة عند تلقي كل فريق جماهيري لخسارة موجعة من منافس له لمجرد أن يجد مبرراً واحداً لكسب تعاطف جماهيره الغاضبة قد تخطى بكثير سباق التنافس التقليدي، بل ما نلحظه الآن ليس تنافسا بقدر ما أصابنا بالملل ولن أبالغ إن قلت إنه قد وصل إلى حد الإزعاج وفقد المتعة.. فقد مللنا كثيراً من الملاسنات التي يتناقلها إداريو ومنسوبو تلك الأندية من حين لآخر والتي صارت تصب جام غضبها بآثارها السلبية على مبررات وأسباب يخجل كل ذي عقل من الالتجاء إليها على أمل أن تكون بالفعل سبباً مقنعاً لبعض أنصارهم من المغلوب على أمرهم لتفقدهم متعة التنافس وتنقلهم فجأة إلى أركان التعصب الذي أعمى البعض ليجعله ينزرع كرها للآخرين لأنهم وببساطة ذهبوا ضحية لتلك المغالطات المحسوبة, والتي بدأت من مسؤولي النادي قبل غيرهم الذين كان ينبغي عليهم أن يكونوا أكثر وعياً, لأنهم همالقدوة في كل شيء في نظر أنصارهم.. حتى نحن أصبحنا ملزمين في كل مرة لأن نعد العدة وننتظر موقعة مرتقبة بين قطبين ومنافسين جماهيرياً، نعم أصبحنا ننتظر تلك الموقعةالتي دائما ما تبدأ قبل المباراة وينتهي اللقاء دون أن تنتهي معها تلك الزوابع والمغالطات في كل شيء فالخسارة ليست مستحقة.. والحكام كانت لهم اليد الطولى فيها.. والجماهير كأن لها تأثيرها السلبي على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.. مغالطات مملة!! ومزعجة!! حتى جعلت الغالبية من المتابعين وإن لم أبالغ يتمنون لو أن المباراة لم تقم.
شيء جميل أن تصل قمة التنافس لذروتها، والأجمل أن تبقى المنافسة قائمة ولكن يجب أن تكون أكثر واقعية ووسط المنظومة التي من أجلها أقرت هذه المنافسة لتبقى تلك اللقاءات ذات نكهة وطعم يتذوقه ويستمتع ويتلذذ به المحايدون قبل أصحاب الشأن أنفسهم وإلا ما الفائدة منها!!
مهما حاولت ومهما قلت فلن أستحدث أي جديد وسط تمسك أطراف القضية بقناعاتهم الشخصية.. ولكن عند الإصرار على الخطأ سيبقى الحال على ما هو عليه.. بلا علاج أو حل لتلك القضية..!!
فمباراة الهلال والاتحاد الأخيرة لم تخلُ من الإثارة.. فالهلال أجاد وأبدع وقدم كل ما في جعبته حتى حصل على الفوز.. والاتحاد لم يستطع مجاراة الهلال إلا في أوقات يسيرة وهو ما يجب أن يعترف به الاتحاديون قبل غيرهم إن هم أرادوا إيجاد الحل الأمثل للعودة إلى المنافسة لا البحث عن المبرررات الواهية.. فالاتحاد عريق بأدائه، ونجم بجمهوره.. وكثيراً ما حصد البطولات ولا يشكك فيه أحد..
ولكن هل يمكن أن يصل الحال بالبعض إلى اختلاق الأعذار بطرق بدائية لطمس حقيقة الفريق الظاهرة عيانا بيانا.. وهل كان رجالات الاتحاد بحاجة إلى أن يضعوا أنفسهم في هذا الموقف الضعيف أمام أنصار النادي قبل المنافسين لهم!! ثمة أسئلة تطرح وتنتظر من يجيب عليها!!
بصراحة لا أبالغ إن قلت بأن اللعبة مكشوفة والهدف واضح وهو إبعاد الهلال عن الواجهة والصدارة والزعامة.. هل على لجنة المسابقات إبعاده ليرضى الآخرون؟ أم على لجنة الحكام ظلمه دائما ليخسر دائما فيقتنعون؟ أم على لجنة الانضباط أن تزيد من ضغوطاتها عليه وتلحق به العقوبات ليهنأ المتربصون به فكأني بهم يعلنونها صريحة بأن اللحاق به أصبح صعباً بل ومستحيلاً فهو يحلق وحيداً خارج السرب.. مؤكداً حقيقة (الهلال ثابت والبقيةمتحركون)..!!
أخيراً وليس آخراً.. الإدارة الهلالية تتحمل جزءاً كبيراً ممايواجهه الفريق من حملات تشكيك فيما يحققه فجماهير وأنصار الهلال تطالب الإدارة الهلالية أن لا تقف صامتة ومكتوفة الأيدي حيال ما يواجهه الفريق الكروي منذ زمن دون أن يكون لها رد مقنع على تلك الأصوات الغوغائية..!! فصمت الإدارة يعني أن هؤلاء سيستمرون بصياحهم وبكائياتهم..!! فهل سيكون للإدارة الهلالية موقف أم يستمر الحال على ما هو عليه؟!
نبيل العبودي
للتواصل تويتر
Nabeel_A_A @
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق