هل سيعود الزعيم ..؟!
يقول الشاعر الدكتور علي الغامدي :
على كثر السنين اللي عرفتك ماعرفتك زين
تمنيت إني ماشفتك ولا لحظة ولا شويه ..
تذكرت معها زعيماً
كان صاحب عرش ومُلكاً عظيماً ..
لم يكن زعيماً حتى أصبح عاشقاً لأنثى لم تكن سهلة المنال ..
ولم يكن عاشقاً كبقية العُشاق ..
لقد تشّرب كأس العشق فكان مخلصاً وفيّاً بعد أن رسّخ في أفكاره بأن للعشق مهراً لابد من فعله كي يصل لمعشوقته ..!
لقد صال وجال وخاض المعارك حتى عانق تلك الأنثى وأصبحت له ..
إنها تتغنى به وتنشد الشعر وتقص القصص وتروي الحكايات عن هذا العاشق المارد ..
لكن الزمن تغير ..والمكث طويلاً على عرش الزعامة لن يدوم ..!
والليالي الزرقاء لابد أن تعصف برياحها ..!
ولأن في العشق علقماً ومرارةً ..!
فقد حل بهما الفراق ..!
سافر ذلك الزعيم في نزهةٍ برية ..
فغدر الخصوم بعرشه ..
وأصبحت تلك الأنثى
أسيرةً خلف سجون الخصوم !
والعودة لذلك العرش
تتطلب عملاً أقوى من السنين الماضية !
وفي كل عام .. يهم ذلك الزعيم بالرحيل نحو معشوقته .. ولكنه ينكسر سريعاً بدموع الهزيمة وسواعد الضعف وروح الجبناء والتغني فقط بأمجاد الماضي ..!
في كل عام .. تصرخ تلك الأنثى لعاشقها
صرخة نخوة وتارةً نجدة وأخرى رجاء ..!
لكنه يسقط في كل مرة !
فقد أصبح متبلداً لا يملك العزيمة
ويفتقد للإصرار فيكبوا عن جواده !
ويترك لخصومه المُضي نحو أميرته المسجونة..!
ويجعل لأنصاره ليالي حزناً وذهول .. !
لا يملكون وهم يشاهدون منظر الهزيمة
إلا أن يعضوا على شفاتهم فتلتقي حواجبهم ويلتزموا بالصمت القاتل كي لا يتحدثوا فينكشف سرهم بسقوط دمعاتهم ..!
من تلك الأعوام الخائبة ..!
واصل الزعيم زحفه حتى بات قريباً من أنثاه العاشقة وحينها اصطدم بقوة فارسية
خرج معها مغلوباً على أمره
يجر أذيال الهزيمة واليأس !
مطأطأ الرأس !
لا حول له ولا بأس !
وقف يبكي وينظر إلى لمعان معشوقته من بعيد وهي تقول له :
قد كنت بالأمس في عز وفي دعة ٍ
حيث السرور وصفوا العيش والنعم
واليوم أنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ
صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كرمُ
كانت تريد إثارة شيئاً بداخله ..
تريده كالزعيم الذي تعرفه من قبل !
تريد أن تستنطق صرخته
ليهابه الجميع كما كانوا ..!
تريد أن تذكره بماضيه التليد !
وذلك العشق منذ الأزل !
لتعود به روح الأمل !
لكنه لم يعد كما هو ..
ثقلت هممه .. وبارت عزائمه
تهدج صوته بالبكاء وتسرب الشجن بداخله
وأصبح لا فائدة من إثارته
ولا البكاء عليه !
استوطن بمخيلته أن الوصول لأسوار ذلك السجن صعباً ومستحيلاً !
فإنهار بداخله وهزم نفسه قبل أن يبدأ الرحلة لاستعادة عرشه !
هذه هي قصة ذلك الزعيم ..
غداً لديه معركة في أرض فارس ..
هي للثأر وللعودة ..!
وعليه أن يفكر بالثأر أولاً ..!
أشعر بأنه سيفعل شيئاً !
ولكن .. فعل أم لم يفعل ..
لذلك الزعيم إبناً اسمه سامي ..
لابد أن يأتي ليجبر عثرات الزعيم
فهو يعرف الطريق جيداً لذلك العرش ..!
وهو من سيقول لأنصار الزعيم :
الدمع غالي كـف دمعـك كفايـه
وش في دموعك فوق خدك جواري ..؟
بعد نهاية القصة ..
ذرفت دموع الابن العاشق ..
وسأل أباه .. هل سيعود الزعيم ..؟!
فأجاب الأب بعد تفكير :
يعود .. حين يعمل لذلك !
تويترMutebalturki@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق