مدريد (د ب أ)- واصل بوروسيا دورتموند الألماني مغامرته الأوروبية الرائعة والناجحة وأطاح بريال مدريد الأسباني رسميا من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم رغم الهزيمة صفر/2 أمام الفريق الملكي اليوم الثلاثاء في إياب الدور قبل النهائي للبطولة.
وعاد الريال من بعيد في الدقائق الأخيرة من المباراة وسجل هدفين لكن هذا لم يكن كافيا للعبور إلى المباراة النهائية التي تقام على استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن.
وبهذا يشارك دورتموند في نهائي البطولة للمرة الأولى منذ فوزه باللقب في عام 1997 ويسقط الريال في المربع الذهبي للموسم الثالث على التوالي علما بأنه أحرز آخر ألقابه التسعة (رقم قياسي) في البطولة عام 2002 .
ويلتقي دورتموند في النهائي مع الفائز من لقاء برشلونة الأسباني وبايرن ميونيخ الألماني اللذين يلتقيان إيابا غدا الأربعاء بعد فوز بايرن 4/صفر على ملعبه ذهابا.
وتأهل دورتموند إلى المباراة النهائية للبطولة بالفوز 4/3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بعدما تغلب على الريال 4/1 في مباراة الذهاب بدورتموند يوم الأربعاء الماضي.
وقدم الفريقان عرضا رائعا في لقاء اليوم وكانت الندية واضحة بينهما على استاد "سانتياجو برنابيو" بالعاصمة الأسبانية مدريد وعاند الحظ أصحاب الأرض أكثر من مرة في بداية اللقاء ففشل الريال في هز الشباك بأكثر من هدف في الدقائق الأولى.
لكن الحظ وقف إلى جوار الفريق أيضا في أكثر من مناسبة على مدار المباراة وخاصة في الشوط الثاني الذي شهد أكثر من فرصة خطيرة للضيوف وكانت منها تسديدة مدوية من اللاعب البولندي روبرت ليفاندوفسكي تصدت لها العارضة.
وبينما بدأ اليأس يتسرب للجماهير في ظل التألق الدفاعي للضيوف ، شهدت الدقائق الأخيرة هدفين رائعين للريال سجلهما البديل الفرنسي كريم بنزيمة والمدافع سيرخيو راموس في الدقيقتين 83 و88 .
وبدأت المباراة ، كالمتوقع ، بضغط هجومي من الريال بغية تسجيل هدف مبكر يعزز به فرصته.
وسدد الأرجنتيني آنخل دي ماريا الكرة الأولى في المباراة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة الثانية ولكنها افتقدت للدقة المطلوبة وذهبت بعيدا عن المرمى.
وفي الدقيقة الرابعة ، أهدر المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجوين أول فرصة حقيقية للريال اثر هجمة منظمة بدأها الكرواتي لوكا مودريتش من الناحية اليمنى ومرر على اثرها الألماني مسعود أوزيل الكرة بينية إلى هيجوين داخل المنطقة ليستدير الأخير وينفرد تماما بالحارس رومان فايدنفيلر ويسدد الكرة قوية ولكن الحارس تصدى لها ببراعة لتخرج الكرة إلى ركنية لم تستغل.
وسدد دي ماريا كرة طائشة أخرى في الدقيقة الخامسة خرجت بعيدا عن المرمى.
وكاد الرد الألماني يكلف الريال كثيرا من أول فرصة لدورتموند عندما اقتنص البولندي روبرت ليفاندوفسكي الكرة بتسديدة خاطفة في الدقيقة السادسة ولكنها ذهبت في يد الحارس.
واستغل رونالدو كرة زاحفة وصلت إليه وسط منطقة الجزاء وسددها مباشرة قوية ولكن بعيدا عن المرمى في الدقيقة التاسعة.
وشهدت الدقيقة 13 قمة الاثارة عندما وصلت الكرة من تمريرة طولية إلى ليفاندوفسكي على حدود المنطقة فهيأها لنفسه في حراسة الدفاع وسددها ولكن في يد الحارس.
وارتدت الهجمة سريعا لصالح الريال حيث وصلت الكرة من تمريرة طولية مشابهة إلى رونالدو الذي انفرد بالحارس على بعد خطوات قليلة من المرمى وهيأ الكرة لنفسه وسددها ولكن في يد الحارس أيضا.
واضطر يورجن كلوب المدير الفني لدورتموند إلى إجراء تغيير مبكر للغاية بنزول كيفن جروسكروتز في الدقيقة 14 بدلا من ماريو جويتزه للإصابة.
وكاد أوزيل يكسر حاجز الصمت في الدقيقة 14 اثر هجمة سريعة ضرب بها الريال مصيدة التسلل لينفرد أوزيل بالحارس ولكنه لعب الكرة إلى جوار القائم على يسار الحارس.
واستفاد دورتموند كثيرا من نتيجة مباراة الذهاب حيث بدا هدوء الأعصاب واضحا في أداء الفريق بينما بدت العصبية واضحة على أداء الريال.
وتبادل الفريقان الهجمات في الدقائق التالية وإن هدأ إيقاع اللعب عما كان عليه في الربع ساعة الأول.
وسنحت لكل من الفريقين أكثر من فرصة ولكنها افتقدت جميعا للدقة في نهايتها خاصة مع التسرع من جانب الريال والتألق الدفاعي من جانب الضيوف.
ونال فابيو كوينتراو إنذارا في الدقيقة 26 للخشونة مع ليفاندوفسكي.
ولم يتغير الحال فيما تبقى من الشوط الأول وإن ضاعف الريال من محاولاته في الربع ساعة الأخير من الشوط بينما وضح التألق الدفاعي لدورتموند مع الاعتماد على المرتدات السريعة التي أربكت دفاع الريال عدة مرات قبل أن ينتهي الشوط بالتعادل السلبي.
ومع بداية الشوط الثاني ، وضحت الثقة في أداء دورتموند الذي كان الأكثر سيطرة على مجريات اللعب والأكثر هجوما وخطورة في بداية هذا الشوط.
ورفض ليفاندوفسكي هدية ذهبية في الدقيقة 49 وأطاح بالكرة خارج المرمى بغرابة شديدة وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى.
وعاند الحظ دورتموند في الدقيقة التالية اثر هجمة سريعة مرر على اثرها ماركو ريوس الكرة إلىى ليفاندوفسكي ليضعه في مواجهة دييجو لوبيز حارس الريال حيث سدد ليفاندوفسكي الكرة صاروخية لتلمس أطراف أصابع لوبيز وتكمل طريقها لكنها ارتطمت بالعارضة وسقطت على الأرض خارج المرمى وفشل ليفاندوفسكي في متابعتها لتضيع الفرصة.
وشعر البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال بحرج موقف فريقه فدفع في الدقيقة 57 باللاعبين البرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة على حساب فابيو كوينتراو وهيجوين على الترتيب لتعزيز هجوم الفريق أملا في هز الشباك.
ورغم التغييرين ، ظل دورتموند الأفضل والأكثر خطورة وسنحت إليه الفرصة في الدقيقة 62 لهز الشباك اثر هجمة رائعة مرر على اثرها ريوس الكرة إلى إلكاي جيوندوجان الخالي تماما من الرقابة داخل منطقة الجزاء ولكن الحارس لوبيز تصدى ببراعة لتسديدة الأخير.
وأتبعها ليفاندوفسكي بفرصة أخرى ضائعة في الدقيقة التالية عندما وصلت إليه الكرة على بعد خطوات منم المرمى ولكن تسديدته ذهبت إلى جوار القائم.
وظل دورتموند صاحب الفرص الأفضل والأخطر بينما افتقد الريال للدقة في إنهاء هجماته وكان منها فرصة سنحت لرونالدو في الدقيقة 70 حيث وصلت إليه الكرة على حدود منطقة الجزاء ولكنه سددها فوق المرمى.
واستغل كاكا تمريرة رائعة لعبها دي ماريا من الناحية اليسرى وانقض عليها بلمسة سحرية ولكن الحظ عانده وخرجت الكرة إلى جوار القائم على يمين لوبيز.
ورغم الضغط الواضح من الريال في وسط هذا الشوط ، عاد دورتموند ليشكل خطورة مؤكدة مع بداية الربع ساعة الأخير من اللقاء وسنحت له فرصة خطيرة في الدقيقة 76 اثر هجمة خطيرة مرر منها ريوس الكرة بعد مراوغة دفاع الريال لتصل إلى ليفاندوفسكي في مواجهة المرمى حيث سدددها بقوة ولكن الأرض انشقت عن الغاني مايكل إيسيان ليتصدى لها وينقذ فريقه من هدف مؤكد.
وتغاضى الحكم عن احتساب ضربة حرة للريال داخل قوس منطقة الجزاء اثر لمسة يد واضحة حيث فضل الحكم إتاحة الفرصة للريال في الدقيقة 78 .
وبينما استعد الجميع في الملعب للخروج بهذه النتيجة المهينة للريال في مجموع المباراتين ، انتفض الفارس الأسباني في الدقائق الأخيرة وحافظ على كبريائه بهدفين متتاليين سجلهما البديل بنزيمة والمدافع المتألق سيرخيو راموس في الدقيقتين 83 و88 .
وجاء الهدف الأول اثر هجمة منظمة مرر منها كاكا الكرة إلى أوزيل في الماحية اليمنى ليلعبها الأخير عرضية رائعة إلى بنزيمة الذي سددها في المرمى ببراعة ليكون هدف التقدم.
وأضاف راموس الهدف الثاني اثر هجمة منظمة مرر منها أوزيل الكرة عرضية أيضا من الناحية اليمنى لتصل إلى بنزيمة في زاوية يصعب منها التسديد حيث هيأها المهاجم الفرنسي خلفية إلى زميله راموس غير المراقب داخل المنطقة ليلعبها الأخير إلى داخل الشباك بهدوء مسجلا الهدف الثاني.
وبخلاف هاتين الهجمتين ، كانت للريال أكثر من فرصة خطيرة في الدقائق الأخيرة كان يستطيع منها تسجيل الهدف الثالث والتأهل ولكنه فشل في هز الشباك بمزيد من الأهداف ليخرج بشكل مشرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق