الثلاثاء، 25 يونيو 2013

البرازيل تتربص بأوروجواي في لقاء ثأري بالمربع الذهبي لكأس القارات



بيلو هوريزونتي (البرازيل)  (د ب أ)- رغم الترشيحات الهائلة التي تقف إلى جواره بعد عبوره الرائع لفعاليات الدور الأول ببطولة كأس القارات المقامة حاليا بالبرازيل ، يدرك المنتخب البرازيلي لكرة القدم أنه سيواجه تحديا قويا وصعبا للغاية عندما يلتقي منتخب أوروجواي غدا الأربعاء في الدور قبل النهائي للبطولة.

ويبدو المنتخب البرازيلي أعلى كثيرا في المستوى من منافسه من الناحية النظرية كما يخوض فعاليات البطولة على أرضه ولكن المواجهة لن تكون سهلة على الاطلاق أمام منتخب أوروجواي العنيد صاحب الخبرة الهائلة.

وقال لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي "منتخب أوروجواي فريق متكامل تطور مستواه كثيرا وبشكل رائع للغاية تحت قيادة المدرب أوسكار تاباريز. لديه أسلوب سيجعل المباراة صعبة للغاية. نحتاج إلى توخي الحذر الشديد".

وفي المقابل ، قال تاباريز "سنحاول ، مثلما نفعل في كل مباراة ، أن نحجم ونقلص قوة المنتخب البرازيلي ونقاط قوته وأن نصنع لهم مشكلة".

وقدم كل من الفريقين طفرة في مستواه ونتائجه ببطولة كأس القارات الحالية.

وأعفي المنتخب البرازيلي من المشاركة في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنتهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل حيث يشارك في النهاشيات مباشرة بصفته ممثل الدولة المضيفة.

ولم يكن الفريق مقنعا في المباريات الودية التي خاضها في الشهور الماضية ضمن استعداداته لكأس القارات الحالية ومونديال 2014 .

وتعرض الفريق من قبل لهتافات معادية وصفارات استهجان شديدة من أنصاره خلال المباراة الودية التي تعادل فيها 2/2 مع تشيلي على استاد "مينيراو" بمدينة بيلو هوريزونتي وهو نفس الملعب الذي تقام عليه مباراة الغد.

ولكن الأمور تغيرت كثيرا في الأسابيع القليلة الماضية وتحسن الحالي لسكولاري ولاعبيه.

وخلال البطولة الحالية ، قدم سكولاري فريقا أكثر قوة وصلابة كما ارتقى مهاجمه الشاب نيمار دا سيلفا لمستوى المنافسة والتحدي ليكون قائدا رائعا لهجوم راقصي السامبا.

وفي الدور الأول للبطولة ، تغلب الفريق على نظيره الياباني متواضع المستوى 3/صفر ولكنه فاز أيضا على منافس تاريخي له وهو المنتخب المكسيكي الذي اعتاد أن يمثل صداعا لراقصي السامبا.

كما تغلب المنتخب البرازيلي على نظيره الإيطالي (الآزوري) الفائز بلقب كأس العالم أربع مرات سابقة ليجذب المنتخب البرازيلي الجماهير إليه مرة أخرى ويستعيد ثقتهم في إمكانياته.

وفي المقابل ، فاز منتخب أوروجواي بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ثم فاز في العام التالي بلقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) بالأرجنتين.

ورغم هذا ، عالنى منتخب أوروجواي الأمرين على أرض الملعب خلال الشهور الماضية وأصبح مهددا بالغياب عن صبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل بسبب النتائج الهزيلة التي حققها الفريق في التصفيات.

وحصد الفريق نقطتين فقط من ست مباريات متتالية في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال ولكنه تغلب على نظيره الفنزويلي 1/صفر في 11 حزيران/يونيو الحالي بمباراة أخرى في التصفيات قبل القدوم إلى البرازيل للمشاركة في كأس القارات.

وفي البطولة الحالية ، أكد الفريق استعادة اتزانه ونجح في هز شباك المنتخب الأسباني بطل العالم وأوروبا وإن خسر المباراة 1/2 ثم تغلب على نيجيريا وتاهيتي.

ومن الصعب مقارنة المنتخب البرازيلي بأي من منتخبي نيجيريا وتاهيتي في المستوى ، ولكن منتخب أوروجواي (السماوي) يمكنه الاطمئنان قليلا بعدما استعاد عدد من لاعبيه مستواهم العالي خلال البطولة الحالية.

ويبرز من هؤلاء اللاعبين كل من المدافع دييجو لوجانو قائد الفريق والنجم المخضرم دييجو فورلان والمهاجم الرائع الخطير لويس سواريز.

ومن الناحية النظرية ، حصل المنتخب البرازيلي على راحة ليوم واحد أكثر من منافسه ولكن الفريق البرازيلي قد يكون أكثر إجهادا من الناحية العملية لأن مباراته يوم السبت الماضي كانت أمام المنتخب الإيطالي القوي في صراع على صدارة المجموعة ودفع فيها بعناصره الأساسية ليحقق الفوز 4/2 على الآزوري.

ولكن منتخب أوروجواي أراح العديد من عناصره الأساسية في مباراته الأخيرة بالدور الأول والتي تغلب فيها على منتخب تاهيتي المتواضع 8/صفر أمس الأول الأحد.

وقال جوليو سيزار حارس مرمى المنتخب البرازيلي "أوروجواي تعرق كرة القدم البرازيلية بشكل جيد للغاية.. هذه المباريات تكون صعبة دائما وتحسمها بعض التفاصيل".

وتثير المواجهات بين المنتخبين دائما ذكريات المباراة المعروفة بلقا "ماراكانازو" والذي أقيم عام 1950 في ريو دي جانيرو والتي كانت المباراة الختامية لبطولة كأس العالم 1950 بالبرازيل.

وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى نقطة التعادل فقط في هذه المباراة حتى يتوج بلقبه الأول في بطولات كأس العالم ولكنه خسر 1/2 أمام أوروجواي على استاد "ماراكانا" في حضور نحو 200 ألف مشجع ليتوج منتخب أوروجواي بلقب كأس العام للمرة الثانية.

ورغم أن سكولاري كان طفلا لم يكمل عامه الثاني عندما أقيمت هذه المباراة ، أكد المدرب الكبير أن الأوضاع تغيرت كثيرا وليس هناك مجال للحديث عن سقوط جديد قد يطلق عليه اسم "مينيرازو" .

وقال لويز جوستافو لاعب خط وسط المنتخب البرازيلي ، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، "إنها مباراة مختلفة والفريقان مختلفان. إنها لحظة مختلفة".

وفي خارج الملعب ، تبدو التوقعات هائلة رغم أحداث المظاهرات والاحتجاجات التي سادت البرازيل في الأيام الماضية.

واشتبك النتظاهرون مع رجال الشرطة يوم السبت من الأسبوع الماضي على هامش المباراة الافتتاحية للبطولة والتي تغلب فيها المنتخب البرازيلي على نظيره الياباني في استاد "مينيراو" نفسه وأصيب 37 شخصا من بينهم عشرة من أفراد الشرطة كما ألقت الشرطة على 32 متظاهرا بالقرب من الاستاد.

وأكد المسؤولون أنهم يتوقعون مواجهات عنيفة غدا الأربعاء بين الشرطة والمحتجين الذين تغيرت سلوكياتهم وبدأ بعضهم في أعمال تخريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق