الأحد، 14 أبريل 2013

سؤال بريء ..! متعب التركي


 الوداع يا نور ..!

نور .. أضاء الطريق ..
نور .. جعل للطريق بريق ..
نور .. من ذات البريق لمعت عيناه وهو يغادر إتحاد جدة العريق ..!

بين عشيةٍ وضحاها .. ذلك النور ينطفئ !
قبل رباعية الهلال ..
كان الحزن يسكن خلف ذلك النور ..
فلا ترى نورَهُ مُشعاً ..
ولا حماسة طاغياً مكتظاً ..
ثمة مشاعر مبعثرة يختزلها نور بداخله !

خرج من المباراة وسط أهزوجات وصيحات وصافرات استهجان بل وأشر من السباب والشتام وهي أقرب للضعف والغدر والهوان !

فليس لمثل نور يُطلق اللعان !
وليس على نور ترتفع الحناجر بالغضب ! 
نور لا يستحق هذا يا معشر الوفاء !

في الصباح التالي ..
القرار هو إبعاد نور .. والبقية تأتي من بعيد !
ولأن الاسم الأول هو محمد نور .
فالوقوف هنا واجباً ..!
ولا ضرار بعده .. فالبقية هي حروف تدل على أسماء أدوات كانت تعمل .. وانتهت !
وكان لابد من نهايتها ..!

نور لا يصدق ما يحدث ..
يصمت صمت الكبار ..!
يفكر ويتدارك صدمة القرار !
ولأنه القائد .. يصرخ ويطلب المخالصة !

ضاقت ملامح ذلك النور وبدأت تلك الدموع تحول بين وهج النور وبين غرق العيون !
نور بتاريخه .. وعشقه .. 
مع ورقة واحدة .. ينتهي كل شيء !

نور يودع أحبابه .. 
يخرج من النادي يحمل حقيبته بعد أن لملم بها كل أشيائه .. يغلق حقيبته وهي ترفض !
هناك صورة عالقة بتلك الحقيبة ..
يدنو عليها ليراها إنها صورة لنور وهو محمولاً على الأكتاف كُتب عليها : 
محمد نور ..  عميدك يا آسيا !

لكن تلك الأكتاف يراها نور أسوار إتحاد جدة وهي تلقي به خارج الأسوار كابن يأخذ أمه بيديها ويقبلها ثم يتركها في دار المسنين !
 وتلك القُبلات هي طعنات في معنى الوفاء !

هنا بدأت دموع الوداع ..
ولأنه نور بتحديه وكبريائه وقيادته
يمسح دموعه بعد أن رآها عامل النظافة 
يقترب من نور ويصافحه !
ولأنها رهبة نور وقوته يكتفي ذلك العامل
بدمعة .. قد حشرجت بصدر العاشق نور !
جعلته يركض مسرعاً نحو سيارته
ولا أحد في الطريق يعترضه ليقول له وداعاً !

يركب نور سيارته التي لا تعرف الطريق لأي مكان سوى بيت نور وإتحاد جدة !
يقف على الأطلال
وكأن الفراق منذ عصور
ودهور وأزمنةٍ مديدة !

ينظر لأسوار النادي ..
لسان حاله يقول :

أزف الفراق فهل أودع صامتاً 
أم أنك مصغ للعتاب فأعتب

يمر حينها شريط الذكريات ..
وهل للعاشق
غير خيوط الذكريات يعيش بها ..؟!
يتذكر خماسية الإتي في سيونجنام الكوري
ثم يزفر زفرةً معها أضلاع صدره تقترب من الإنفجار ثم تهتدي وكأنه البركان يشتعل ناراً على لحظات الفراق لعاشقٍ مخلص !

يواري بنظره عن معشوقه لأنه الوداع
فيتذكر نهائي بوهانج الكوري
وكلمته الشهيرة ..
إما أن نعود بالذهب أو نموت !

ولكنه الوداع ..
فوّدع يانور إن الركب مرتحلٌ
وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ ..

 ينطلق بسيارته ثم ينظر لذلك البوّاب 
في عينيه لمعان وأسئلة ..!

أترانا نلتقي ثانيةً ؟
أم أن أيامنا قد رحلت ولن تعود ؟!
هل هي لعبة إعلامية ..؟!
يستنجد البوّاب بالرئيس الذهبي أبو ثامر 
يتصل عليه .. نور غادر ..
يقولها متعجباً !
والبلوي .. لا يحرك ساكناً !

ونور يمضي ولن يعود ..!
والجمهور العاشق هو من أيقظ النار !
ونور الضحية وهو الخسارة الأكبر !

لكل بداية نهاية .. إلا الحزن لا ينتهي !
ولكن كم أتمنى لو تقرأ يانور سيرة ڤيرون الأرجنتيني !
وروح الإنتقام من ناديك السابق ..
ليست من شيم الكبار ..!
أرجوك لأجل من يحبك
عد إلى عرشك الوحدة ..
ولا تقسوا على اسمك وتاريخك بنادي آخر ..!

ولأنك نور ..
فالأوضاع تخيّرك .. 
بين بلوغ المجد بإعادة الوحدة !
أو التنازل والعبث بتاريخ رقمك ١٨ ..!

سأل الابن .. أباه ..
كيف تكون النهايات قاسية ..؟!
فأجاب الأب بزفرات ..
بالوداع مُكرهاً ..! 


تويتر
Mutebalturki@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق