الاثنين، 8 أبريل 2013

ملايينهم كارثة





إنّ اقحام الكرة السعودية في عالم الاحتراف خطأ كبير قد يكلّفنا الكثير والكثير ليس على الصعيد الرياضي فحسب بل على الصعيد الإجتماعي والثقافي أيضاً ، وسأفنّد هذا لاحقاً .. نعلم أنّ من شروط الاحتراف المتّبعة في الإتحاد الدولي لكرة القدم أن (لا سقف يحدد عقود اللاعبين) ، بمعنى أن دخول الأندية في مزايدات لجلب هذا اللاعب أو ذاك أمر مشروع لدى (الفيفا) مهما بلغت تلك المزايدات ، وأنديتنا ما شاء الله تعجّ بأعضاء الشرف (المهايطيينوالعاشقين للفلاشات ، فما إن يبدأ النادي الفلاني بالتحريج على أحد لاعبيه حتى تضع الحرب الضَّروس أوزارها ، وتبدأ معركة "تكسير الرؤوس" بين أولئك الأعضاء ، في أجواء إعلامية صاخبة ، يتفاعل معها الشارع الرياضي بشتّى انتماءاته ،ويراقب كلّ تفاصيلها عن كثب ، أما الملايين فهي في ازدياد ، حتى إذا استدرك أحد المتنافسين أنه دفع كل ما يمكن دفعه انسحب من الصفقة ، ليعلن الآخر فوزه بها ، وإن كانت بأرقام فلكية لا تعبّر بأي حال من الأحوال عن كفاءة اللاعب ولا عن قيمته الفعليّة ، إلاّ أنّه في نهاية المطاف كسب التحدّي ونال الإعجاب ..ومن هنا تمتدّ انعكاسات هذه الظاهرة على المجتمع ..
رياضياً : لم تعُد لدى اللاعبين الرغبة القوية والجامحةفي تحقيق آمال وتطلّعات الجماهير ، فملايينالريالات هي هاجسهم الأول والأخير ، الأمر الذي يراه كثير من النقّاد طبيعياً جداً .. فهل من بعد الملايين طموح !!
اجتماعياً : في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة ألا يحق للمجتمع أن يضيق ويكتئب وهو يشاهد (المهايطية) من أعضاء الشرف يتسابقون في دفع الملايين لمن ليسوا أهلاً للطموح ولا يعرفون من الإحتراف سوى اسمه ..
ثقافياً : ماذا يدور في أذهان النشء .. وأين سيتوقف طموحهم وهم يشاهدون ما يحظى به اللاعبون من رفاهية وترف وعقود بالملايين على الرغم من فشل الغالبية منهم دراسياً وثقافياً .. أخشى أن يكون ذلك دافعاً لأولئك النشء للسير على ذات الخُطى فتطغى ثقافة اللعب على التعليم ويتحوّل الإحتراف المزعوم إلى انحراف (حفظنا وإيّاكم من كل شر)

منيف الخشيبان

Twitter@Munif_2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق