القاهرة - (د ب أ)
تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في العالم العربي صوب البحرين خلال الفترة من الخامس إلى 18 كانون ثان/يناير المقبل لمتابعة فعاليات كأس الخليج السادسة عشرة التي تقام بمشاركة الكويت والسعودية والإمارات والعراق واليمن وقطر والبحرين وعمان.
وتحظى بطولات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 وحتى الآن باهتمام بالغ من كافة الأوساط السياسية والرياضية والشعبية لأسباب عديدة في مقدمتها أنها تحدد زعامة كرة القدم في منطقة الخليج العربي التي شهدت تغيرات كبيرة في اللعبة خلال السنوات الماضية.
كما أن استمرارية البطولة منذ انطلاقها وحتى الآن جعل منها واحدة من أقوى البطولات الإقليمية المعترف بها دوليا بل إن البعض يراها في كثير من الأحيان خير بديل لبطولة كأس العرب التي لا تقام بنفس الدرجة من الانتظام.
ورغم قلة عدد المنتخبات المشاركة ، تشهد البطولة دائما منافسة شديدة على اللقب نظرا لتقارب مستوى معظم المنتخبات المشاركة وحرصها على فرض سطوتها الكروية على المنطقة.
ومثل العديد من البطولات العربية كانت فكرة إقامة هذه البطولة سعودية وصاحبها هو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي طرح الفكرة في أواخر ستينيات القرن الماضي قبل أن يعرضها وفد بحريني برئاسة الشيخ محمد بن خليفة رئيس الاتحاد البحريني في ذلك الوقت على الإنجليزي سير ستانلي راوس خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968 .
ونظرا لحرص البحرين على المضي قدما في تنفيذ الفكرة عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعا عقب العودة من المكسيك لمناقشة الفكرة وتقرر توجيه الدعوة إلى السعودية والكويت لأنهما كانتا الدولتين الخليجيتين اللتين انضمتا للاتحاد الدولي للعبة ووافقت الدولتان على المشاركة في البطولة الأولى في ضيافة البحرين ابتداء من 27 آذار/مارس 1970 .
وشاركت قطر في البطولة الأولى بإذن من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) رغم أنها لم تكن ضمن الدول الأعضاء في الفيفا آنذاك.
وعقد اجتماع لممثلي الدول المشاركة على هامش البطولة الأولى وتقرر خلاله إقامة الدورة كل عامين بدلا من إقامتها سنويا كما اختيرت السعودية لاستضافة الدورة الثانية.
ونصت لائحة البطولة على أن الفائز باللقب ثلاث مرات يحتفظ بالكأس مدى الحياة على أن تجرى المنافسات بعد ذلك على كأس جديدة على غرار بطولات كأس العالم.
واقتصرت المشاركة في البطولة الأولى على منتخبات الكويت والبحرين والسعودية وقطر وأقيمت منافساتها من 27 آذار/مارس حتى الثالث من نيسان/أبريل وأقيمت مبارياتها على ملعب مدينة الشيخ عيسى الرياضية وافتتحها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين وبدأتها البحرين بالفوز على قطر 2/1 وفازت الكويت باللقب الأول.
وسجل البحريني أحمد سالمين أول أهداف البطولة في الدقيقة 14 من المباراة وشهدت الدورة تسجيل 19 هدفا وتوج الكويتي محمد المسعود هدافا للبطولة برصيد ثلاثة أهداف والقطري بلان أفضل لاعب والسعودي أحمد عيد أحسن حارس مرمى.
واستضافت السعودية البطولة الثانية من 15 إلى 28 آذار/مارس 1972 وتعادلت السعودية مع الكويت في الافتتاح الذي حضره الملك فيصل بن عبد العزيز وشاركت في الدورة خمسة منتخبات بعد انضمام الإمارات لكن المنتخب البحريني فاجأ الجميع بانسحابه خلال مباراته أمام السعودية بسبب سوء التحكيم.
واحتفظ المنتخب الكويتي باللقب بعدما رفع رصيده في الصدارة إلى خمس نقاط بفارق الأهداف فقط عن السعودية ولذلك تقرر بعد البطولة أن تقام مباراة فاصلة في البطولات التالية في حالة التساوي في عدد النقاط.
وشهدت البطولة تسجيل أسرع هدف في تاريخ بطولات الخليج وسجله السعودي محمد المغنم في مرمى البحرين بعد 20 ثانية فقط من بداية المباراة ولم تكن نتائج المنتخب القطري مرضية في هذه البطولة حيث تلقى ثلاث هزائم ولم يسجل أي هدف واهتزت شباكه عشر مرات.
وفازت الكويت بشرف تنظيم البطولة الثالثة من 15 إلى 29 آذار/مارس 1974 وانضمت عمان لقائمة المشاركين فوزعت الفرق على مجموعتين ضمت الأولى الكويت وقطر وعمان وضمت الثانية السعودية والإمارات والبحرين وحضر الافتتاح بين الكويت والإمارات الشيخ صباح سالم الصباح وفازت الكويت 2/صفر.
وتوج المنتخب الكويتي باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد الفوز في النهائي على السعودية 4/صفر ولم تهتز شباك الفريق الكويتي خلال هذه البطولة.
واستضافت قطر البطولة الرابعة من 25 آذار/مارس حتى 15 نيسان/أبريل 1976 وكادت البطولة أن تنهار قبل انطلاقها حيث هددت الدولة المنظمة بالانسحاب من البطولة بسبب اعتراض المنتخبات الأخرى على مشاركة المصري حسن مختار واللبناني جمال الخطيب مع المنتخب القطري وانتهت المشكلة باستبعاد اللاعبين.
وارتفع عدد الفرق المشاركة في البطولة إلى سبعة منتخبات وعادت لنظام المجموعة الواحدة بعد انضمام العراق التي رفعت من مستوى المنافسة واحتلت المركز الثاني خلف الفريق الكويتي الذي أحرز اللقب الرابع على التوالي.
ولكن ذلك لم يمنع المنتخب الكويتي من إعلان انسحابه من البطولات التالية بعد أن رأى مسؤولوه ابتعاد المسابقة عن الأهداف التي وجدت لتحقيقها.
وفشلت إقامة البطولة الخامسة في موعدها عام 1978 نظرا لعدم اكتمال المنشآت في الإمارات التي كان مقررا أن تستضيف البطولة قبل أن تعتذر لتستضيفها العراق من 23 آذار/مارس إلى الثامن من نيسان/أبريل 1979 .
ونجح المنتخب العراقي في استغلال إقامة البطولة على أرضه فأحرز اللقب الأول له ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة وأنهى الاحتكار الكويتي وفاز المنتخب العراقي بجميع مبارياته في البطولة التي شهدت مشاركة سبعة منتخبات بعد تراجع الكويت عن قرار الانسحاب.
وأقيمت البطولة السادسة في الإمارات العربية المتحدة من 19 آذار/مارس إلى الرابع من نيسان/أبريل 1982 بمشاركة نفس المنتخبات وافتتحها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حضور الأسباني خوان أنطونيو سامارانش وفازت الإمارات في الافتتاح على قطر 1/صفر.
وشهدت البطولة حالة الانسحاب الثانية في بطولات الخليج وكانت من نصيب الفريق العراقي الذي انسحب في اليوم الثاني للبطولة بقرار من الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
واستعاد اللقب المنتخب الكويتي الذي شارك في وقت لاحق من نفس العام في بطولة كأس العالم 1982 بأسبانيا.
واستضافت عمان البطولة السابعة من التاسع إلى 26 آذار/مارس 1984 وشاركت فيها نفس المنتخبات بعد عودة الفريق العراقي الذي استعاد اللقب بالفوز على قطر في مباراة فاصلة بضربات الترجيح حيث تعادلا في الوقت الأصلي سلبيا في حين حلت الكويت سادسة.
وشهدت المباراة الافتتاحية للبطولة أول هزيمة لمنتخب الدولة المنظمة في كؤوس الخليج بهزيمة عمان أمام البحرين صفر/1 وكان المستوى الهزيل للفريق الكويتي هو أبرز مفاجآت البطولة خاصة وأنه تلقى أول هزيمة له في تاريخ البطولة أمام الفريق الإماراتي.
واستضافت البحرين البطولة للمرة الثانية في تاريخها وافتتح أمير البحرين عيسى بن خليفة البطولة الثامنة التي أقيمت من 22 آذار/مارس إلى السابع من نيسان/أبريل 1986 بمشاركة سبعة منتخبات وتعادلت البحرين مع العراق في الافتتاح سلبيا.
واستعاد المنتخب الكويتي لقبه في حين حلت العراق سادسة لغياب عدد كبير من نجومها بسبب الاستعدادات بعد تأهلهم لكأس العالم التي أقيمت في وقت لاحق من نفس العام في المكسيك.
أما الدورة التاسعة فاستضافتها السعودية من الثاني إلى 18 آذار/مارس 1988 بمشاركة نفس الفرق أيضا وشهد الافتتاح الملك فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين الذي افتتح في هذه البطولة استاد الملك فهد الذي تبلغ سعته 80 ألف مقعد وحقق الفريق السعودي الفوز على عمان 2/صفر في الافتتاح.
واستعاد المنتخب العراقي اللقب مرة أخرى في حين ظهر المنتخب الكويتي بشكل أقل من مستواه واحتل المركز الخامس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق