الجمعة، 28 ديسمبر 2012

الهلال .. و ( عبء ) الزعامة






كم هو متعب الوقوف على القمة، فالأعين دائماً تشخص الى الأعلى .. إلى الأكبر .. إلى الأبعد عن مواطن أقدام البسطاء.
فالجميع هناك في منتصف الطريق إلى القمة، يتراجعون خطوات إلى الوراء أو يسبقهم متسلقون آخرون، لا فرق،  فالنتيجة واحدة وهي أن (قمة المجد) لازالت هناك بعيدةً شامخةً عصيةً عليهم.

في الهلال وحده، مقدار الحزن بالخسارة يفوق مقدار الفرح بالفوز بمراحل.
في الهلال وحده، مرحلة الرضا لا تتحقق إلا بالحصول على كل شيء.
في الهلال وحده، عثرته تفوق قناطير من الفشل لدى غيره.

في نظري، يعاني الهلال من عدم وجود المثل الأعلى أو المكانة (الحلم)، فتجده (مضطراً) بأن يقارن نفسه بمنافسيه لعدم وجود أندادٍ حقيقيين يسعى لتجاوز ما وصلوا إليه، لذلك نرى بين حين وآخر من يشاركه بأجزاء من وليمة موسمية قد أعدّت له وحده.
على مسيري هذا المارد الأزرق أن يضعوا الهلال نفسه مقياساً للهلال، فخلق الأهداف الكبيرة يزرع الطموح في حين أن النظر إلى الأسفل هو فرصة الصغار للقفز على أكتاف هذا الكبير لتسجيل لحظة فرح ولو كانت عابرة. 
تشدني كثيراً تجربة ذلك الزعيم الأفريقي (الأهلي المصري)، فهو وإن حصل على كل ما يريد تراه في سباق محموم للحصول على أفضل الكوادر تدريبياً و عناصرياً. فهو يعلم أن التفوق على الذات هو السبيل الأمثل لتحويل تلك الابتسامة المرسومة على شفاه محبيه (وسماً) لا يفارق شفاههم. 

كبير الكبار مجداً وإنجازاً وأصغر الكبار عمراً تجده دائماً تحت طائلة التشكيك والطعن بمكتسباته، ولا غرابة في ذلك أبداً.
فهم يعتقدون أنهم أندادٌ للهلال ويتناسون أنهم مجرد منافسين ، والأهم من ذلك أن معادلة النجاح لديهم سقفها منخفض جداً لذلك يرون أن ما بعد ذلك الحد لابد أن يكون (بفعل) فاعل وليس (بجهدٍ) فاعل.
وسأعطيكم أمثلة لمدى صغر طموحاتهم:
التغني والاشادة بالنصر حاليا بسب عدم خسارته لعدد من المباريات على التوالي.
تنصيب الاهلي فارساً للموسم الماضي بسبب تحقيقه ثاني الدوري وبطولة الأبطال. 
التغني بإنجاز فريد للاتحاد يتمثل في عدم الهزيمة من الهلال لـ٦ مباريات متتالية قبل موسمين. 
هذه طموحاتهم وتلك هي مكتسباتهم. فهل تلومون عدم قدرة عقولهم على استيعاب ما يعتبره الزعماء (نجاحاً)؟

خاتمة
العظيم هو من يعتبر النجاح (احتياجاً) والساذج من يراه (حلماً).

الرادار الأزرق
@1957_Blue

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق