الأحد، 17 نوفمبر 2013

هل بدأنا بتخطي مربعنا الأول ؟‎




بعد الفوز الذي حققه الأخضر على العراق والتأهل إلى نهائيات أمم آسيا شاهدنا فرحة هستيرية من لاعبي المنتخب وقبلهم من قيادة الاتحاد السعودي لكرة القدم هنا جعلني أعود وأتسائل هل فعلاً كنا متواجدين في مربعنا الأول وبدأنا بمغادرته ؟ قبل ثلاثين موسماً تقريباً كانت كرتنا السعودية على مستوى المنتخب والأندية خالية من الإنجازات فالفرح بأي فوز وقتها كان مبرراً لأننا بالأساس لا نعرف معنى الفرح بالمنجز كروياً ، وعند تحقيق المنجزات الأولى كبطولة آسيا ٨٤م والتأهل لمحفل عالمي مثل أولمبياد لوس أنجلوس سمعنا عن فرحة مشروعة من قبل كل الشارع الرياضي كانت بالتأكيد أكثر من الفرحة بتحقيق إنجاز ٨٨ وحتى ٩٦ وكذلك فرحة التأهل لكأس العالم ٩٤ لم تكن بذات الفرحة بالتأهل إلى ذات البطولة ٢٠٠٦ لأن الثقة تزايدت والطموح أصبح أكثر والفرحة تكون عقلانية أكثر كلما تعددت إنجازاتك. 
الفرحة الهستيرية بتجاوز (تصفيات) إلى النهائيات قبل أيام شاهدتها أكثر من الفرحة بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم ٢٠٠٦ فالمنتخب بعد أن كان سيداً لآسيا عاد إلى ما كان عليه قبل ٨٤ وهذا هو الأمر الذي يجب أن نعايشه ونقتنع به وأن نعرف وضعنا الحقيقي وأننا عدنا ولم نتقدم ويجب من خلاله نسيان الماضي ونسيان التاريخ إن أردنا تكرار الحقبة الزمنية الذهبية لكرتنا السعودية وعلينا كمتابعين أن نعرف فعلاً أن التأهل للنهائيات الآسيوية أصبح منجز بالنسبة لنا فأول خطوات العودة لما كنا عليه أن نعترف فعلاً أننا تأخرنا وهذا ما شاهدته بفرحة رئيس الاتحاد أحمد عيد. 
العودة إلى المربع الأول رياضياً ليس محصوراً على منتخبنا بل حتى على أنديتنا فالهلال سيّد آسيا والتي كانت جماهيره في وقت مضى تشاهد فريقها يحصل الألقاب الآسيوية بكل ثقة عادت إلى المربع الأول وأصبحت ترى في الوصول إلى دور ربع النهائي منجزاً ، النصر والتي كانت جماهيره تحتفل بالألقاب مع فريقها في مواسم متتالية عدة عادت أيضاً إلى المربع الأول وأصبحت تتباهى وتحتفل بصدارة الدوري لثلاث جولات فقط ، الاتحاد والذي كان آخر الأبطال لآسيا أيضا جماهيره عادت لمربعنا الأول وأصبحت تطمح فقط في الفوز بمباراة كبيرة بعد أن غاب فريقها وأصبح يترنح بين المركزين السادس والسابع لأكثر من موسم ، أكثر من نادي مع المنتخب عادوا يبحثون عن أنفسهم فهل السبب لأننا تأخرنا أم لأن غيرنا تقدم ؟
أخيراً لكي يعود المنجز الآسيوي لمنتخبنا وأنديتنا ويعود الفرح العقلاني عند التأهل لا الحصول على اللقب يجب أن نلغي التغني بإنجازات سابقة وأن تعرف أنديتنا وقبلها المنتخب أننا أبناء اليوم وأننا عدنا إلى المربع الأول عدنا إلى زمن قبل الإنجازات وإعادة فرض الاسم وهيبته بعد أن تلاشت هذه الهيبة عندها من الممكن أن نعود آسياداً لآسيا منتخباً وأندية ووقتها سنرى فرحة التأهل للتصفيات هي ذاتها الفرحة بتحقيق المنجزات ونخرج من إلى حقبة زمنية ذهبية جديدة. 

‏‫بقلم متعب العبدالهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق