الاثنين، 9 ديسمبر 2013

أبعاد.. إبراهيم البابطين




حال الهلال وبطولة النصر !


يحق لكل هلالي أن يستغرب الحالة الفنية الغريبة التي وصل إليها الهلال الآن ويستنكرها بعد بداية فنية رائعة كانت تبشر بموسم هلالي مختلف على كل الأصعدة بدءاً من معسكر الإستعداد والمباريات الودية مرورا بمباريات الدوري التي سبقت مباراة النصر ..

الثقة بالفريق والتفاؤل كان مسيطرا على المدرج الأزرق تماما .. فلم يكن يشغل بال الهلاليين في تلك الفترة غير إحتفال الشمراني بعد الأهداف إلا مركز مدربهم بعد كل جولة وأين هي منزلته الفنية بين عمالقة التدريب .. رغم إتفاق الجميع على الخلل الدفاعي الظاهر في الفريق إلا أن بصمة مدربهم الهجومية وتناقل الكرة السريع وتحرك اللاعبين بدون كرة وتفاعلهم مع المدرب كان مصدرا للتفاؤل ودامحا لكل زلة مدافع أو حارس على أمل تلافيها مستقبلا ..

هلال مرعب أنهى الإتحاد وسحق الشباب وتصدر الترتيب وحصل على كل ثناء وإشادة بهلال منظم رغم بعض الأخطاء ..
كيف وصل به الحال إلى أن يعاني مع متذيلي الترتيب !

بين ليلة وضحاها تحول سامي المدرب الذكي والقارئ الجيد للمباراة إلى متدرب وعابث بالهلال في نظر البعض !
إمتلاك الوسط وتميز نيفيز والشمراني وتناقل الكرة السريع اختفى والبدلاء الذين يضيفون لتميز الهلال أصبحوا عالة على الفريق !

من أوصل الهلال إلى هذا المستوى ومن هز ثقة الجمهور بالفريق ومن جعل التفاؤل الكبير يتحول إلى خوف وتشاؤم مفرط .. استفهامات عدة يجب أن يبحث الهلاليون تفسيرا لها ..

أكبر خطأ ممكن أن يرتكبه الهلاليون هو أن يختزل كل هذا السوء بالمدرب وحده وجعل ما يعاني منه الهلال هو سوء بالتكتيك أو بالطريقة التي ينتهجها المدرب فقط .. فالهلال -قبل شهر بالتحديد- رغم الأخطاء الدفاعية القاتلة إلا انه كان يقدم كرة قدم حقيقة وسلسلة خاصة في بناء الهجمة وخلق الفرص العديدة للتسجيل والتنويع في طرق اللعب ..
الإتحاد والشباب ونجران والرائد رغم الخسارة  تثبت أن الهلال الذي شاهده الجميع أمام الشعلة والنهضة معاناته لا يمكن أن تنحصر في المدرب وحده فقط ..

ليس تبريرا لسامي ولا تزويرا للحقيقة ، فسامي مدرب كما غيره من المدربين يخطئ ويصيب وممكن أن يفشل وينجح .. ولكن التقييم الواقعي العقلاني الذي تعودناه من الهلاليين يجب أن يكون حاضرا للبحث عن الأسباب الفعلية لهذا التدهور الفني ..

ماذا عن 11 لاعب في الميدان جل كراتهم مقطوعة وتحركاتهم التي كان يشيد بها الجميع أصبحت معدومة !
هل إن وراء الأكمة ما ورائها أم أنها أزمة ثقة عابرة بين اللاعبين ومدربهم والجمهور بالفريق نجح كارهي الهلال في غرسها بالفريق ..

المتابع البسيط للكرة السعودية يعي الكره الكبير الذي يكنه كارهي الهلال لمدرب الهلال على وجه الخصوص ..
مذيعين ولاعبين قدماء وجماهير منذ إستلام الأسطورة لتدريب الهلال لم يجعلوا شاردة ولا واردة تفوتهم من أجل التشكيك في قدرات سامي التدريبية .. ففي كل تفوق هلالي تزداد وتيرة التشكيك فكيف إن كان هناك تعثر فهذه هي فرصتهم الذهبية التي يجب أن تستغل لإيقاف الهلال وسطوته ومواصلة إنتصاراته ..

التأثير على الهلاليين وهز ثقتهم بفريقهم  ومدرب فريقهم سيطر على كل برامجهم وتغريداتهم لينجرف معهم قلة من الهلاليين متخذين التبرير السخيف المستهلك أن الهلال كيان أكبر من الأشخاص ..

لا شك أن هناك أخطاء وتقصير من المدرب واللاعبين والإدارة وأن الفريق يحتاج لعناصر محلية وأجنبية لصنع الفارق في الفريق .. ولكن يجب أن تبقى الثقة بالفريق ومدرب الفريق وأن لا ينجح الغير في هزها متى ما أراد الهلاليون تجاوز هذه المرحلة الصعبة ..
فحال الجماهير في تويتر -المقروء من اللاعبين- ينعكس سلبا وإيجابا على الهلال كأداء ونتيجة ..

فكل مايحتاجه الهلال في هذه المرحلة هو الحفاظ على الثقة والتركيز وتفادي الأخطاء التافهة في الخلف، ويسبق هذا ويتبعه دعم المدرج الأزرق ..

هدوء الهلاليين وتعقلهم وواقعيتهم ودعمهم للكيان هو السر الأكبر خلف تفوق الهلال على غيره محليا وقاريا في عدد البطولات وفي كل شيء .. فحافظوا على هذا الهدوء ..

** الدوري للنصر ..

ما يقدم للنصر هذا الموسم من دعم وتسهيلات وخدمات حصرية رغم فداحتها لم تأتي بجديد .. لا نختلف أن ما حدث هذا الموسم فاق الوصف ولكنه يبقى في المعقول الذي لم يخالف التوقعات ..فهذا هو النصر طوال تاريخه بدءا من حادثة الجمل حتى وقتنا الحالي ..

النصر بكل مكوناته حالة إستثنائية في رياضتنا  يفعل له مالا يقدر ويتجرأ أن يفعله الأب لإبنه الوحيد المدلل ..
فالدعم الذي يتلقاه النصر يتواكب دائما مع ما يفرضه النصر لنفسه سواء إنقاذ من هبوط أو دفدفه لتتويج ..

ما حدث في مباراة الشباب الأخيرة وإن كان فاضح ومخجل ومعيب للرياضة السعودية إلا أنه لا يستحق كل هذا الإستهجان والإستنكار وكأن هناك ما استجد ..
منذ بداية الموسم وإلغاء هدف نجران بانت البينة واتضحت ملامح البطولة الإستثنائية تحت شعار ( انقذناك من هبوط وش عاد لو تطلب بطولة ) ..

ولكن رغم كل ما يقدم من تسهيلات لهذا المدلل التي توحي بأن تتويجه بالدوري مسألة وقت إلا أنه يجب على الهلاليين أن لا يستسلموا لهذه الفكرة وأن لا تسيطر عليهم وتثبط عزائمهم .. فمازال الدوري طويل فالفريق المهيأ سيهزم التحكيم ويدحر كل تنظيم .. وهذا ما فعله الهلال في مواسم سابقة وأكده الشباب قبل موسمين مع الأهلي الذي دعم بنفس طريقة النصر الآن .. ولأن لا يصح إلا الصحيح دائما حقق الشباب البطولة من أمام الأهلي لأنه الفريق الأكفأ حينها ..

* في الختام ..

سامي اللاعب في موسم ١٤١٦ هبط مستواه في بعض المباريات و تزامن ذلك مع هبوط مستوى الفريق .. ولأنه سامي كان اللوم من الجمهور على سامي اكثر من غيره بسبب ما يشنه الاعلام المعادي للهلال وسامي خصوصاً  .. لكن سامي صمد و قاوم و عاش تحدياً مع نفسه و ختم الموسم بهدفين في النهائي أمام الأهلي و قدم بطولة الدوري هدية للجماهير التي حملته على الأعناق ..
كأني أشعر بأن التاريخ سيعيد نفسه مع سامي المدرب ..

twitter : @imb999

هناك تعليقان (2):