قبل عدة أيام كنت في حوار كروي مع أحد الأصدقاء المقربين جداً وهو بالمناسبة عضو شرف إتحادي، وفي منتصف هذا الحوار قال:
نصف أهداف الهلال هذا الموسم ضربات جزاء!! وكل ما تقومون به من حرب إعلامية على اللجان واتحاد الكرة هي تمثيلية رغم أنكم (كهلاليين) المستفيد الأكبر من القرارات حتى في هذا الموسم!!
ما استوقفني كثيراً ليس الاتهامات التي يسهل الرد عليها بإلقاء نظرة على سجل الهلال التهديفي أو الرجوع للقرارات الصادرة من مختلف المسؤولين في إتحاد أحمد عيد خلال الموسم، بل التي استوقفتني حقيقة هي تلك اللهجة الواثقة في حديثه والتي تجعله يطلق تلك التصريحات بدون أن يساوره أي شك في صحة ما يقول.
تلك النظرة للهلال من مختلف جماهير الأندية هي في حقيقة الأمر الإنجاز الأعظم للأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله وتجاوز عنه وسائر موتى المسلمين)، فتكريس فكرة أن الهلال هو النادي المدلل هي أسهل تبرير لفشل النادي المنافس في الحصول على اللقب، وأنجح طريقة للهروب من مواجهة جماهيرك بمقولة: (نعم ، الهلال كان أفضل واستحق البطولة)
فتصوير مثل هذا الوضع، يجعلك في أذهان المتلقين تظهر بمظهر البطل الذي سلبت حقوقه بفعل فاعل، فتظل دائماً تحت المجهر وفي خانة الكبار.
ولا يخفى على الجميع أن الفقيد رحمه الله كان ذو دهاء وحنكة، وأن التواجد الدائم مع الكبار (حتى وان كان مجرد تواجد إعلامي) هو تثبيت للموقع بين الكبار في الساحة.
وقد نجحت تلك الخطة أيما نجاح، فنرى النقاشات عن الكبار تتضمن النصر الذي هو في واقع الأمر ناد من أندية الوسط مر عليه جيل من النجوم انتشلوه لفترة من الزمن وحققوا معه انجازات اختفت برحيلهم.
فهل من المعقول أن نطلق لقب النادي الكبير على فريق لم يتصدر الدوري نقطياً من ٢٥ عاماً؟
وهل الكبير لا يحقق كأس ولي العهد من ٤٠ سنة؟
وهل الكبير يرضى بالامتناع عن أي بطولة لفريقه الأول لأكثر من ١٥ عاماً؟
أم نقول بكل بساطة: هذا هو واقعه وهذا هو موقعه؟
رغم هذا تراه يتصدر الصحف والأعلام والنقاشات أكثر من نظرائه كالاتفاق أوالرائد أوغيرهما من أندية الوسط، وكل هذا بسبب ذلك الهلال الظالم المهيمن على جميع اللجان والحكام في الدولة وفي القارة الآسيوية.
ذلك التكريس انتقل بلا وعي لجميع الجماهير المنافسة، فالأساس هو أن الهلال هو النادي المدعوم وكل منافس له هو ضحية لتدخلات خارجية سلبت منه المنجز وأهدته للهلال على طبق من ذهب بغير وجه حق.
ما أسهل التنصل من الواقع بمثل هذه الترهات.
رحم الله الرمز النصراوي، فهو بالفعل صاحب أكبر إنجاز في تاريخ أصفر الرياض.
وهو أيضاً صاحب أكبر قاعدة كروية يتداولها الشارع الرياضي دون أن يكلف نفسه عناء التأكد من صحتها.
خاتمة
من أراد رؤية الهلال .. فعليه رفع رأسه عالياً
الرادار الأزرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق