الجمعة، 15 نوفمبر 2013

سؤال بريء .. متعب التركي



ليس هو ..!

في ساعات الإنتظار لإطلالة منتخبنا الوطني هذا المساء ..
عاد بي المشهد إلى تلك الأيام الخوالي حين كان أخضرنا الكبير " كبيراً " وضخماً عملاقاً له ثقلهُ في القارة الصفراء ؛ الكل يُمنّي نفسه بعدم مواجهته ؛ بل ويلوذ بالفرار من ملاقاته ؛ خشية الإصابة من حُمّى مواجهته وقد كان كذلك ؛
فإن ليلة لقاء الأخضر السعودي هي ليلة للسهر والأرق وتزايد حدّة القلق فاليوم التالي يوماً عبوساً عصيباً على خصم الأخضر السعودي ..!

سقطت عيناي على ذاك العِناق الساخن بين النعيمة وماجد بعد هدف " طقم الصين " في سنغافورة ٨٤ م ..
النعيمة يضرب على أكتاف ماجد وكأنه يقول له : انتصرنا ؛ انتصرنا ..!
وماجد حينها يرتمي بين أضلع النعيمة ويشد وثاق العِناق ودموع الفرح تتساقط في ليلةٍ ماطرة ؛ ويقول له : فعلناها معاً ..!
مع ذلك المشهد ؛ وأنا أراه اليوم ؛ سألت من حولي كيف كانت فرحة الشارع السعودي يومها ..؟!
وسمعت شهيقاً يبتلع طعناتاً تصل إلى قلباً يتفطر شوقاً إلى ذلك المشهد ؛ ثم انتهى بزفيراً خرجت معهُ كل أمجاد السنون الماضية وبصوتٍ متهدجٍ  تغصُ به حشرجةً تجتث كل ماكان جميلاً ليسألني : مالذي تغير ..؟!

مع ذلك السؤال ؛ كانت الصورة على سامي الجابر وهو يروّض الكرة على صدره ثم يرسلها بهدوء إلى الشباك الإيرانية حين الوصول للحُلم العالمي الذي كان يقبع خلف المستحيل في أن نصل إلى أمريكا ٩٤ م ..!
وكأن أمجادنا السابقة نستذكرها لا لنفرح بها ؛
بل إنها تترك في القلب ألماً !
وتزيد من ويلات الأسئلة !
كيف كنا ..؟!
ومالذي حدث ؛ وغيّرنا ..!

اليوم ؛ منتخبنا يواصل المسير نحو أستراليا 2015 م ولكنّه وهو ينتصر ؛ ليس ذاك الأخضر المهاب ؛ ليس الأخضر الشرس !
إنه لا يُشبع الرغبات !
ولم يعد يرسم الفرح المنتظر ..!

تُرى ؛ هل نحن السبب !
هل لأننا نريد القائد أن يكون النعيمة !
ونأمل أن يكون الضارب ماجد !
ونتوق لمهارات الثنيان ومكره !
ولم نعد نرى بين الأسامي ؛ سامي !

هل نحن بهذا ؛ حمّلنا أخضرنا مالا طاقة له به !؟
أم أن أخضرنا فعلاً لم يعد ذاك القوي على عرشه والمُحافظ على أمجاد أجداده !؟

لا شك .. أن الزمن تغير كثيراً ..
أفراح تلك السنون ..
ندفع ضرائبها اليوم !
ذلك لأننا نرى الأخضر أزرقاً ؛ وذاك يراهُ أصفراً ؛ وتعددت الألوان ؛ ونحن الضحية !

سؤال بريء ..

من المسؤول ....؟!

أجيبوني على تويتر : Mutebalturki@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق