الخميس، 3 أكتوبر 2013

صانع تعب.. عز الدين الحازمي‎


العنصرية داء .. لكن العقاب دواء
& نعم نتشدق برفض العنصرية ونلمع كلماتنا ونجيد رصها وتصفيفها كموضوع إنشائي ونفرد عضلاتنا في فن الكتابة والحديث .. وندلل ونستشهد وكلنا يتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها منتنة ) لكننا للأسف نقع في الواقع في مشكلة الممارسة للعنصرية بعد كل ذلك التشدق والتلميع ... والاسوأ من ذلك أن نبرر استخدامها للآخرين بطرق ملفوفة وأساليب رخيصة .. وقد يكون هو هروب من خطأ وقع , ولكن للأسف نهرب من الخطأ إلى ما هو أكبر منه .
& نتفق أن العنصرية منبوذة وممقوتة وكذلك السب والشتم واتهام الأعراض والذمم , لكن علينا أن نكون منصفين جدا مع أنفسنا .. فليس من المنطق أن نضع كل الإساءات في خندق واحد كما يحاول هواة الهروب من الحقيقة , وعليهم قبل اقناعنا أن يضعوها في نفس الخندق في عقولهم.
& والأسوأ من ذلك وأشد بلاهة من يحاول أخذ الأمور بشيء من التمييع والاستخفاف بالعقول ... فتجده يحاول إلغاء ما يحدث بتاتا وكأن الجمهور انتابته لحظة شوق لذلك البلد الإسلامي فراح يردد (نيجيريا نيجيريا ) فتجده يتساءل وإيش فيها يزعل ؟؟ ... تراه بلد إسلامي !! وأخشى أن يطالب أصحاب هذا الطرح بمكافأة المدرج لأنه ذكرنا ببلد إسلامي ونشر الأخوة الإسلامية في رياضتنا !!
& لن ألوم الإعلامي الذي يحاول أن يدافع عن ناديه وإن استهجنت الطريقة المتبعة لدى بعضهم .. ففي الأخير هم يحاولون بكل الطرق أمامهم للدافاع عن ناديهم وما قد يلحقه من ضرر محتمل .. وكذلك إدارة النادي , فلن يعترف رئيس نادي بخطأ يحمله العقوبة وخاصة في مسألة العنصرية التي لن تكون عقوبتها مادية في حالة ظهور إتحاد عيد بثوب شجاع .
& لكن يظل الملام الأول هو صاحب الصلاحية ومن بيده القرار وتطبيق القوانين على الجميع بعدل ومساواة بعيدا عن هرطقات القبول الشكلي تارة والرفض الموضوعي تارات أخرى وتمطيط القضية حتى تصل لأدراج النسيان كما كثير من القضايا الشائكة أو بالأصح التي تحتاج للشجاعة .
& مشكلة العنصرية ليست وليدة اليوم وكذلك لن تكون من صيد أمس ! ولكنها ستكبر وتتضخم إذا ظل اتحاد اللعبة يتعامل معها على مبدأ (شاهد ما شافش حاجة) وتقاذف القضية من لجنة لآخرى ككرة لهب لن يطفئها ولكنه سيحرق الجميع ... ويبقى الحل الأمثل لاجتثاث السلبيات هو الضرب بالقانون على الجميع فتنتهي تلك السلبيات في مهدها .
& حينما أطالب بعقوبة مرددي (نيجيريا نيجيريا ) فأنا لا ألغي المطالبة بعقوبة من يسب أو يشتم أو حتى من يردد ( نيفيا ) فقط على اتحاد كرة القدم أن يكون شجاعاً لبعض الوقت وبعدها سيرتاح كثيرا من صداع قد يتطور إن لم يعالج مبكرا .
&من يحاول استجلاب الماضي في عدم وجود عقوبة لأحداث سابقة هو يريد أن تسير الأمور هذه المرة لكنه غدا حينما يصدر شيء من مدرج فريق آخر ستجده أول المطالبين بقوة بأكبر العقوبات , لأنه يعلم أن ما يقال جرم كبير ولكنه لا يريد أن يكون هو الضحية الأولى .
& إتحاد عيد يعلم ماذا تعني عنصرية ويضع في حساباته ملف الحصول على بطولة آسيا ولا يحبذ الشوشرة على نفسه حاليا .. لكن عليه أن يضع في حساباته أيضا أن أبواب الفيفا لم تعد مغلقة عن الأندية كما كان بالسابق .. ومسألة الرضوخ للشخصية الاعتبارية انتهى بوجود الاتحاد المنتخب .
&نعم العنصرية في بلدي داء مجتمعي ينخر فيه من أقصاه إلى أقصاه ... لكن هذا ليس عذرا .. فمن يسرق يعاقب حتى لو تفشت الجريمة في مجتمعه ...
& يامن تضعون كل المخالفات في خندق واحد من يسرق يعاقب ولكنه ليس كمن يقتل ... فلكل جريمة ولكل مخالفة عقوبتها الخاصة بها والتي تشكل دواؤها المناسب لها فقط ولا يصلح لغيرها ... والقانون كفيل بدواء كل داء.

ezz777yas@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق