على غرار المحاولات اليائسة التي يبذلها المدافعون أحيانا لإبعاد الكرة من منطقة جزاء فريقهم في مباريات كرة القدم ، ستكون محاولات القائمين على ملفات اسطنبول ومدريد وطوكيو غدا السبت لاجتذاب الدعم والتأييد قبل قرار اللجنة الأولمبية الدولية لاختيار إحدى هذه المدن لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2020 .
ولا يرى مسؤولو ملف طوكيو أن مشكلة المياه الملوثة بالإشعاع الناجمة عن تسرب الإشعاع من مفاعل فوكوشيما في أعقاب الزلزال الذي وقع في 2011 وموجات المد العاتية (تسونامي) التي تبعته ستؤثر سلبيا على ملف العاصمة اليابانية.
كما يعتبر مسؤولو ملف اسطنبول أن حالات تعاطي المنشطات التي اكتشفت في الآونة الأخيرة بين الرياضيين الأتراك قد تصبح دليلا على عدم تسامح تركيا مع هذا الخداع.
بينما يثق مسؤولو الملف الأسباني في أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلادهم ستنتهي قبل 2020 .
ويبدو المستقبل ورديا لهذه المدن عندما يكون لديها فرصة الفوز بحق استضافة الأولمبياد.
وبينما يستطيع قليلون جذب الأصوات المؤيدة لملفهم في اللحظات الأخيرة قبل قرار اللجنة الأولمبية الدولية ، سينجح ملف واحد فقط في التغلب على عيوبه ونقاط القصور لديه ليفوز غدا السبت بحق استضافة أولمبياد 2020 .
وأكد الإيطالي فرانشيسكو ريتشي بيتي العضو السابق باللجنة الأولمبية الدولية أن المفاضلة بين ملفات مدريد وطوكيو واسطنبول على حق استضافة أولمبيياد 2020 سيكون لاختيار "الأقل سوءا" .
وأوضح ريتشي ، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس ، "إنه تصويت على اختيار الأقل سوءا. أشعر بالسعادة لأنني لن أصوت فيه".
وتحسم الجمعية العمومية (الكونجرس) للجنة الأولمبية الدولية في اجتماعها غدا ببوينس آيرس الصراع على حق استضافة أولمبياد 2020 .
وشغل ريتشي بيتي عضوية اللجنة الأولمبية الدولية حتى 2012 وحظي بتأثير هائل في الحركة الأولمبية العالمية.
ويرى ريتشي بيتي أن المشكلة الكبرى لملف طوكيو ستكون استضافة آسيا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018 والتي تنظمها مدينة بيونجتشانج الكورية الجنوبية قبل عامين فقط من أولمبياد 2020 .
وأضاف "هذه المشكلة أكثر تأثيرا من المشاكل التي تعانيها اليابان في فوكوشيما".
كما ركز ريتشي بيتي على المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها أسبانيا والموقف السياسي المعقد والمتوتر في تركيا والبلدان المجاورة لها مما سيجعل اللجنة الأولمبية الدولية تتجه لاختيار الملف "الأقل سوءا" ومنح حق التنظيم للملف الذي يستطيع تنظيم أفضل دورة في ظل الظروف الخاصة ببلاده.
وتقدم طوكيو نفسها على أنها مرشحة القارة الأكثر شبابا وتسعى "لإلهام جيل جديد" بينما تتعهد اسطنبول "بتجربة رياضية متكاملة" في منطقة عبور بين القارتين الأوروبية والأسيوية.
وتأمل مدريد في أن تدعم الدورة الأولمبية معنويات الشعب الأسباني بعد الانهيار الاقتصادي في الفترة الماضية.
وتركز مدريد على حقيقة مهمة وهي أن أكثر من 80 بالمئة من المنشآت التي تستضيف فعاليات الأولمبياد موجودة بالفعل بينما تتعهد طوكيو بتحديثات وتغييرات ابتكارية تتماشى مع تقدم الزمن.
وتركز اسطنبول على تواصلها مع أهداف التنمية لدى اللجنة الأولمبية الدولية وومطالب اللجنة بأن تترك الدورات الأولمبية تراثا لمستقبل المدينة المضيفة.
ويسيطر التفاؤل على كل من الملفات الثلاثة قبل لحظة الاقتراع الحاسمة لاختيار أحدهم وربما يكون لكل منهم سبب منطقي وجيد وراء هذا التفاؤل.
وعلى كل حال ، تعاني كل هذه الملفات من كبوات كبيرة ترافقها فرص جيدة للاستفادة من هذه المواقف السيئة التي تحاصرها خاصة وأن الوقت لا يزال سانحا للتخلص من هذه الكبوات قبل موعد استضافة الأولمبياد الذي تسعى أن يكون رائعا.
ويرى البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أن صوتين أو ثلاثة أصوات سيصنعون الفارق ولذلك فإن العرض النهائي سيكون له تأثير أكبير عما كان في الماضي حسبما يرى الألماني توماس باخ نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وأحد المرشحين الستة لخلافة روج من خلال الانتخابات التي تجرى يوم الثلاثاء المقبل.
ويلعب كل من شنزو آبي رئيس وزراء اليابان ونظيراه الأسباني ماريانو راخوي والتركي رجب طيب أردوغان دورا مهما في عملية العرض النهائي للملفات غدا كما يتمتع الملف المدريدي بسلاح آخر يتمثل في وجود الأمير فيليب ولي العهد الأسباني.
ونال الأمير فيليب إشادة بالغة خلال العرض السابق للملف أمام اللجنة الأولمبية الدولية في تموز/يوليو الماضي ويأمل مسؤولو الملف المدريدي أن يكون لتواجده غدا في بوينس آيرس دور بارز في حسم السباق لصالح العاصمة الأسبانية.
وقالت أنا بوتيا عمدة مدريد ، عن الأمير فيليب ، "إنه رائع" كما يصفه المسؤولون الآخرون بالملف بأنه "قائدنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق