لعل من المفارقات العجيبة الغريبة أنه في ظلّ الثورة الهائلة لتكنولوجيا المعلومات والتقدم المذهل لتقنية الاتصال تقف "هواتف العملة" صامدة في مكانها لا تتزحزح حتى وإن كانت على أرصفة متآكلة ومتصدعة لكنها على أي حال لازالت تعمل .
ما يميز "هواتف العملة" أو الكبائن الجوفاء المكشوفة كما أُحب أن أُسمّيها أنها متاحة على الدوام للقادمين من الشارع للحصول على خدمة وجيزة ووقتية (قابلة للتكرار) كما لا تمثّل بصفة مستمرة أحداً بعينه إذ أن علاقتها بالمستخدم مرهونة بعدد النقود التي يضعها في فم تلك الآلة ، ولعل أبرز عيوبها أنها لا تقدّم أي خدمات مجانية قط بل هي متاحة لحاملي النقود فقط .
"القرش" تلك العملة التي تساوي 20 هللة اسم ارتبط ارتباطاً وثيقاً بـ"هاتف العملة" قد يبدو صغيراً جداً في نظر الجميع إلاّ أنه يفي بالغرض أحياناً وبحسب الاستخدام ، فعلى سبيل المثال : القرش الواحد قد يكون كافياً لإبلاغ أحدٍ ما عن رقم حساب بنكي ، أما ما عدا ذلك من المشاريع الكبيرة كالسمسرة مثلاً فالأمر يتطلب عدد كبير من القروش.
ربما يأتي وقت ينقرض فيه هذا النوع من الهواتف فيفقد القرش كل ما تبقى له اعتبار وقيمة ويبقى حبيس الأدراج أو يُكتفى باستبداله بـ (علك) .
منيف الخشيبان
munif_2012@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق