السبت، 1 يونيو 2013

سامي.. مدرباً


مثلما كان تسريب خبر تدريب سامي الجابر للهلال هدفاً حققته إدارة الهلال في مرمى الجماهير قبل تأكد الخروج من آسيا، كان إعلان تدريب سامي للفريق بعقد لمدة 3 مواسم بمثابة سكب الماء على نار مشتعلة، ليحوّلها إلى رماد، فقد ارتأت الإدارة أن تتقي غضبة الجماهير من تخبطاتها المتكررة بإبرام العقد مع سامي، والزج به في المواجهة مع الجماهير، كأنها تقول لهم: «منكم له»، وإن قبل سامي المهمة، فظني أنه لن يقبلها إلا باشتراطات، ذلك أن الذئب عادة لا يهرول عبثاً، ومن يعرف تاريخ سامي يدرك هذه الحقيقة، كما يدرك أن عقلية سامي وفكره أكبر من أن يستغل، ليكون قرباناً لبقاء الرئيس في سدة الرئاسة على حساب تاريخه، فهل أعدت الإدارة العدة للوقوف معه ضد الحساد والنقاد الذين لن يدعوه يعمل بهدوء أم كالعادة ستتوارى وتتركه يواجه مصيره مبررة الاستعانة به هي رغبة الجماهير؟
المؤكد أن تعيين سامي الجابر مدرب لفريق كبير كالهلال أوجد في الشارع الرياضي مناصرين يثقون بقدراته كمدرب، كما وثقوا به كلاعب وإداري، ومتعاطفين يخشون أن تخذله ظروف داخلية أو خبرة تدريبية، وعندئذ لن يرحمه أحد، وأعداء استيقظت لديهم جراح الماضي، وهؤلاء سيهاجمونه في كل الأحوال، ويقللون من قدراته، وهذا ديدن السعوديين مع الناجحين، وليس جديداً على سامي، فهو لم يتفوق إلا بعد أن أدار لهم ظهره، ومضى قدماً إلى الأمام.
الآن الواقع يقول، إن سامي هو المدرب، ونجزم، وبكل ثقة أنه لن يكون أسوأ من المدربين الذين سبق وإن دربوا الهلال، وخرجوا من الباب الصغير بلا أثر أو ذكرى، وهذا التغيير يعد الأهم والأول الذي تُقْدم عليه إدارة نادٍ سعودي بإسناد المهمة لمدرب وطني في عصر الاحتراف، فلم تعتد الجماهير إلا رؤية المدربين الأجانب (وبلا أي cv مميز)، ولكن الأندية مع ذلك، ترضخ لشروطهم، وتمنحهم كل الصلاحيات والرواتب العالية، وجلهم فشل في تحقيق أي لقب، لكنه خرج بالشرط الجزائي غانماً، وإدارة الهلال التي عانت كغيرها من هذه النماذج، عليها أن تستثمر هذا التغيير والظروف في إصلاح ما أفسده الدهر من مفاهيم واستراتيجيات للمستقبل، فقد وضح أنها وغيرها من إدارات الأندية تسمع بها، ولكن لا تطبق شيئاً منها، كذلك عليها أن تغير الطريقة التي يتعامل بها قادة الهلال مع الكيان والجماهير والإعلام، فقد انكشف خلال الفترة الماضية حالهم، ووضح أن بعضهم وكل إليه أمر ليس أهلاً له. وأخيراً، إن كان هدف الإدارة استثمار طموح سامي في الحصول على الألقاب، فعليها البذل بسخاء في التعاقدات، ليس في اللاعبين الأجانب ممن يصنعون الفارق، بل في جميع الأدوات المساندة له (من أطقم فنية وطبية)، وأن تكون البداية من الداخل بإبعاد لاعبين لم يعد لديهم ما يقدمونه من دون مجاملة لعضو شرف أو داعم أو خشية جماهير، وأن يتم كبح جماح أي انفلات بقوانين الاحتراف الصارمة، على ألا يتدخل من لا يفقه في الرياضة شيئاً ممن أُقحموا في مجلس الإدارة في أي قرار يمس مستقبل الهلال، سواء باستشارات أم تعاقدات، فإن حصل كل هذا لسامي الجابر، فأبشروا بغوارديولا العرب.

منيرة القحطاني

Qmonira@

* نقلاً عن صحيفة الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق