الأحد، 9 يونيو 2013

كأس القارات عبرت المشاكل ودخلت مرحلة السطوع


رغم كونها حاليا ثاني أهم البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، شهدت بطولة كأس القارات خلال السنوات الماضية رفض عدد من المنتخبات المشاركة فيها لتكون من البطولات الدولية القليلة التي تشهد تاريخا حافلا بالمشاكل.

ولكن كأس القارات عبرت هذه المشاكل ودخلت مرحلة السطوع خاصة بعدما بدأ إقامة البطولة كل أربع سنوات.

وإلى جانب رفض بعض المنتخبات المشاركة فيها شهدت البطولة السادسة من كأس القارات في عام 2003 واقعة هي الأولى من نوعها في البطولات الدولية عندما توفي اللاعب الكاميروني مارك فيفيان فويه.

وتقام بطولة كأس القارات حاليا مرة واحدة كل أربعة أعوام بمشاركة أبطال القارات الست بالإضافة إلى حامل لقب بطولة كأس العالم ومنتخب الدولة المضيفة ، وهي هذه المرة البرازيل التي تعتبر البطولة أفضل اختبار لاستعداداتها قبل عام واحد فقط من استضافتها لبطولة كأس العالم 2014 .

وأقيمت بطولة كأس القارات كبديل للمواجهة بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية وهي البطولة التي كانت تعرف باسم "كوبا دورو".

واستضافت السعودية البطولة الأولى لكأس العالم للقارات عام 1992 وشارك فيها إلى جانب المنتخب السعودي كل من منتخبات الأرجنتين والولايات المتحدة وكوت ديفوار.

وتنافست الفرق المشاركة على كأس الملك فهد التي أحرزها في النهاية المنتخب الأرجنتيني.

وفي البطولة الثانية التي استضافتها السعودية أيضا ، ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى ستة منتخبات هي السعودية ونيجيريا واليابان والدنمارك والمكسيك والأرجنتين وتوج المنتخب الدنماركي بلقب البطولة.

وفي عام 1997 ، أقيمت البطولة تحت رعاية وتنظيم الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) للمرة الأولى واستضافتها السعودية أيضا بمشاركة منتخبات السعودية وجنوب أفريقيا والبرازيل وأوروجواي والمكسيك والتشيك والإمارات وأستراليا حيث ارتفع عدد المشاركين إلى ثمانية منتخبات.

ورغم هذا ، شهد تاريخ البطولة رفض بعض المنتخبات المشاركة فيها حيث رفض المنتخب الألماني المشاركة مرتين كانت الأولى في بطولة عام 1997 والتي كان مقررا أن يشارك فيها بصفته بطل أوروبا والثانية في بطولة عام 2003 والتي كان مقررا أن يشارك فيها بصفته وصيف بطل العالم.

كما رفض المنتخب الفرنسي المشاركة في البطولة الرابعة التي أقيمت عام 1999 والتي كان مقررا مشاركته فيها بصفته حامل لقب بطولة العالم.

ولذلك ، اضطر الفيفا لإعادة النظر في قواعد تنظيم البطولة وتقرر أن تقام مرة واحدة كل أربع سنوات بدلا من عامين على أن يكون عام إقامتها هو العام السابق لبطولة كأس العالم مباشرة.

وتقرر أيضا أن تقام البطولة في نفس الدولة المضيفة لكأس العالم مما يسمح لها باختبار استعداداتها لكأس العالم رغم الفارق الكبير في حجم البطولتين.

وأكد الفيفا في عام 2005 أن المشاركة في كأس العالم للقارات سيكون إجباريا لجميع أبطال القارات الست باستثناء بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية.

ولم يعد من المرجح أن ترفض أي دولة المشاركة في بطولة القارات نظرا لأنها تمثل استعدادا جيدا لكل المنتخبات المشاركة فيها قبل عام واحد من كأس العالم.

وأقيمت البطولة الرابعة في المكسيك عام 1999 ونجح المنتخب صاحب الأرض في حسمها لصالحه بالتغلب على نظيره البرازيلي 4/3 في المباراة النهائية للبطولة التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا بلغ نحو 60 ألف مشجع في المباراة الواحدة من بين 16 مباراة شهدتها البطولة.

وكانت بداية استغلال البطولة كبروفة للدولة المضيفة قبل استضافة كأس العالم في عام 2001 عندما حصلت كوريا الجنوبية واليابان على شرف التنظيم المشترك للبطولة الخامسة.

وأحرز المنتخب الفرنسي لقب تلك البطولة ليضيفها إلى لقبي كأس العالم 1998 وكأس الأمم الأوروبية (يورو 2000) وذلك بعد تغلبه على المنتخب الياباني 1/صفر في المباراة النهائية.

وأقيمت البطولة السادسة عام 2003 في فرنسا ولكنها شهدت وفاة اللاعب الكاميروني فويه الذي سقط على الأرض أثناء مباراة فريقه أمام المنتخب الكولومبي في الدور قبل النهائي للبطولة.

وتعرض السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا لانتقادات عنيفة وقتها بسبب تأكيده عقب وفاة فويه إقامة المباراة النهائية في موعدها قبل التحدث إلى المنتخبين الفرنسي والكاميروني طرفي المباراة النهائية.

وفي محاولة لحفظ ماء الوجه ، قال بلاتر إن هناك خطوات جارية لإطلاق اسم فويه على البطولة التالية.

وقال بلاتر وقتها "لدينا بالفعل اقتراح بأن تحمل بطولة كأس القارات القادمة اسمه (فويه) وهي فكرة ممتازة وسندرسها".

وكانت المباراة النهائية نفسها كئيبة حيث أبدى لاعبو الفريقين تقديرهم لفويه كما لم يحتفل لاعبو المنتخب الفرنسي بإحرازهم اللقب بعد الفوز على المنتخب الكاميروني 1/صفر.

وشهدت البطولة السابعة أول نهائي في تاريخ كأس القارات يجمع بين منتخبين من نفس القارة وحقق فيه المنتخب البرازيلي فوزا ساحقا 4/1 على منافسه العتيد المنتخب الأرجنتيني في مباراة من جانب واحد.

وكانت المباراة رقم 22 للحارس البرازيلي ديدا في بطولات كأس اللقارات.

وخاض ديدا جميع المباريات التي لعبها المنتخب البرازيلي في المشاركات الخمس الأولى له على مدار تاريخ البطولة باستثناء ثماني دقائق فقط.

واتجهت الأنظار في منتصف عام 2009 صوب جنوب أفريقيا لمشاهدة البطولة الثامنة لكأس العالم للقارات.

وانتابت الشكوك كثير من الأوروبيين حول مدى الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا التي عانت لعقود طويلة من العزلة بسبب انتهاج حكومتها لسياسة الفصل العنصري.

ولكن كأس القارات 2009 كان فرصة رائعة للجنة المنظمة لمونديال 2010 لإسكات جميع المنتقدين.

واستغلت جنوب أفريقيا كأس القارات 2009 بأفضل شكل ممكن في الرد على المنتقدين بعد ما حققته البطولة من نجاح هائل على المستوى التنظيمي كما شق أصحاب الأرض طريقهم إلى المربع الذهبي ولكنهم اصطدموا بالمنتخب البرازيلي ليطيح بهم من الدور قبل النهائي.

كما فجر المنتخب المصري مفاجأة رائعة بالأداء القوي له في الدور الأول حيث خسر بصعوبة بالغة 3/4 أمام البرازيل ثم حقق فوزا تاريخيا 1/صفر على إيطاليا بطلة العالم ولكنه سقط في اختبار اللياقة البدنية وخسر صفر/3 أمام نظيره الأمريكي الذي تأهل للمربع الذهبي.

وفجر المنتخب الأمريكي مفاجأة أخرى عندما ألحق الهزيمة الأولى بالمنتخب الأسباني بطل أوروبا والمرشح الأول للبطولة بعدما حافظ الماتادور الأسباني على سجله خاليا من الهزائم في 35 مباراة متتالية.

وأطاح المنتخب الأمريكي بنظيره الأسباني من المربع الذهبي لكنه سقط أمام السامبا البرازيلية 2/3 في النهائي ليتوج راقصو السامبا بلقبهم الثاني على التوالي والثالث في تاريخ مشاركاتهم بكأس القارات.

وعلى غرار جنوب أفريقيا ، تأمل البرازيل في استغلال البطولة الجديدة التي ستكون النسخة التاسعة في تاريخ كأس القارات كوسيلة للرد على الانتقادات التي وجهت إلى البرازيل بسبب التأخيرات العديدة في الاستعدادات الخاصة باستضافة كأس العالم 2014 ومنها أعمال الإنشاءات والتحديثات في الاستادات وكذلك مشروعات البنية الأساسية.

كما تمثل البطولة فرصة مثالية امام المنتخب البرازيلي للاستعداد الجاد قبل عام واحد من خوض فعاليات بطولة كأس العالم على أرضه والتي يسعى من خلالها الفريق إلى الفوز بلقبه العالمي السادس.

وتقام البطولة هذه المرة بمشاركة منتخبات نيجيريا بطل أفريقيا واليابان بطل آسيا وأسبانيا بطل العالم وأوروبا وأوروجواي بطل أمريكا الجنوبية وتاهيتي بطل أوقيانوسية والمكسيك بطل اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) وإيطاليا وصيف بطل أوروبا والبرازيل ممثل الدولة المضيفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق