الاثنين، 27 مايو 2013

الليلة التي احتلت فيها ألمانيا لندن


احتلت ألمانيا لندن بفضل كرة القدم. وتحديدا بفضل جماهير عاشت مساء السبت الاحتفالية الأكبر في عالم كرة القدم الأوروبية بجرعات كبيرة من الحماس وحسن التصرف والروح الرياضية.

فاز بايرن ميونيخ 2/1 ، لكن أيضا فازت كرة القدم التي يتطلع إليها الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). فلم يكد يشهد استاد ويمبلي ما يعكر صفو اللقاء، الذي قدم للقارة العجوز أول نهائي قاري بين فريقين ألمانيين.

كان يوما طويلا للغاية لأكثر من مئة ألف متفرج وصلوا إلى العاصمة الإنجليزية لندن من ألمانيا، في عدد فاق بكثير ما كان منتظرا في البداية، ومن ثم بقي الكثيرون دون تذاكر.

شوهدت شوارع وسط لندن تحت غزو للألوان الصفراء (بوروسيا دورتموند) والحمراء (بايرن ميونيخ). لكنه كان في مجمله غزوا سلميا، وغير صاخب كثيرا.

ورغم أن صبيحة يوم المباراة شهدت بعض الأحداث، أكدت الشرطة اللندنية أنه تمت السيطرة عليها، ولم يسقط جرحى أو يتم اعتقال أحد.

وكانت سلطات الأمن الإنجليزية تترقب وصول هذه الأعداد الغفيرة، وتعلم بالمنافسة الخاصة بين بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، الفريقين الذين تجمعهما كراهية خاصة منذ نحو عام.

لكن كراهية الجماهير الألمانية تبدو "خفيفة" إذا ما قورنت بالصدامات التي تقع في دول أخرى عند إقامة مباريات بين أندية تمتد الخصومة بينها لأعوام.

فعلى سبيل المثال، عندما وصل بوروسيا دورتموند إلى المقصورة للحصول على ميداليات الوصيف، سمع لاعبوه تصفيقا من غالبية جماهير بايرن ميونيخ، اعترافا بهزيمتهم المشرفة. ولم تكن هناك بادرة لوم وحيدة من الجماهير الخاسرة باتجاه لاعبيها.

فالجماهير هي على الأرجح مصدر الفخر الأكبر لكرة القدم الألمانية، وفقا لما تراه الأندية، ومشجعو بوروسيا دورتموند خصصوا أفضل ترحيب لديهم للاعبيهم، فيما كانوا ينظرون إليهم باكين من منطقة خلف المرمى التي كانوا يشغلونها.

وبقي الجانب الأكبر من الجماهير الصفراء لرؤية فيليب لام وهو يرفع كأس بطل أوروبا في بادرة احترام جديدة، بينما كان لاعبو المدرب يورجن كلوب يرقدون شبه منهارين على عشب ويمبلي.

في ذلك الوقت لم يكن يسمع سوى صوت غناء جماهير بايرن، تلك التي كانت قبل عام لا أكثر تذرف الدموع في ميونيخ عقب خسارة النهائي بضربات الترجيح أمام تشيلسي.

وتصفيقها الأكبر كان مخصصا قبل اللاعبين إلى اثنين من صانعي التاريخ في النادي البافاري: المدرب يوب هاينكس والرئيس أولي هوينيس. فالجماهير تعرف أن الذاكرة هي الإرث الأكبر لدى الفرق التاريخية. وبايرن، بخمسة ألقاب أوروبية، هو أحد تلك الفرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق