أيُّها الوحْـداويون :
أصـدحوا بالحــقْ ،، فالظـلمْ يحـَيا بالسـكوت ..!
إنَ الاستبـداد هو نتيـجةُ التخـلُف وعـَلامةٌ عليهِ ، مثلـمَا هو سـبَبٌ ومضاعِـفٌ له .. وكلُّ مجتـمعٍ مسْـتبدٍ هو حتماً مجتمعٌ متخلف .. فالاسْـتبداد والتخـلف صِـنوان مُقترنان ولا يفترقان .
فقال رسول الله صلوات اللهِ وسلامهُ عليه "من رأى منكم مُنكراً فليُغـيرهُ بيـدِه فإنْ لمْ يستطع فبلسانهِ فإن لم يستطع فبقلبهِ وذلك أضعـفُ الإيمان" ..
أيها الوحـداويون أنتم ترونَ الـُذل والتدمير والانهيار والفشل والانتكاسة فماذا قدمتم للوحـدة .. هل تدركون معـنى الحديث الشريف ..!
إنْ كانت أيديكم قـد عجزت عن التغيير وألسنتكم ألتزمت الصـمتْ .. فالتغيير بالقلب وهو أضعـفُ الإيمان ، ما معـناه وما هو المقـصود به ..!
ذلكَ أنَ (الإنكـار القلـبي) لا يُسـمى (تغييراً للمُنكرِ بالقلب) ، وإنما هو (إقـرارٌ سكـوتي) له و(تشجيع) عليه ؛ إذ أنَ النبي صلى الله عليه وسلم لمْ يقـل : “فلينكرهُ بقـلبهِ” وإنما قـال : “فليغيرهُ بقلـبهِ” ؛ فالذي يسـكت على المنكر دون إبـداء (وجـه اعـتراض وبخـضوع واستـسلام) أو بدونَ إبـداء (مظهرٍ من مظاهر الإنكار) ، هـذا لا يُعَـدُ (مغيِّراً للمنكر) بل هو (مقِـرٌّ بهِ ومؤيدُه) ، لذلك فـلمْ نرى غـير السكـوت المطـبقْ . فالوحْـداويون عندما يمتنِـعون عن حضور المباريات والحضور في كآفة المناسبات المُهـمة والتزام الصـمت المحـرِّض وعدم الكتابة وعدم التحـرُك الإيجابي الفـعّال وعدم قيامهم بأي شـيء سِـلمي رغـمَ أنهُ بمقـدور بعـضهم .! فإنَ هـذا لا يُسـمى مطـلقاً "أضعـف الإيمان" ..!
ثمَ إنَّ (اسْـتبطانِ الكراهـية) مع (إظهار الرضـَا بالسكوت) - هو (صريحُ النـفاق) وليسَ (أضعـفُ الإيمان) ؛ إذ الرسول صلى الله عليهِ وسلم قد جعـلَ (التغيير بالقلب) مرتبةً من مراتب الإيمان -وإنْ كانت أدناها وأضعفها- فكيف ننزلُ نحنُ بهِ بسـوء تأويلـنا إلى درجـة من درجات النفـاق . إذاً فالذي يمتنع عن إبـداء اعـتراضِه ويصـمِت بأي حُـجة كـانت فهـو الشـيطان الساكت وشـتان بينهُ وبين خِصـال الإيمـان .
أيُْها الوحـّـداويون ،، هل رأيتم تاريخ ناديكم وشعـبيته وجماهيريته الطاغـية من خلال الحـصرية رقم (٤) المعروضة في موقعكم الأصيـل ..! هل ستتحركون لتقولون (لا) وتنقـِذون ناديكم من أيدي عـبثت بالكيان إلى أنْ أسقـطتهُ ..؟ هـل سـتتفرجون على كيانكم وهو يواصل السقـوط وينهار وعلى بيتكم الثاني النادي الرمز لمكة المكرمة وهو يُحـرق وعلى شـعاركم وهو يتغـير وعلى تاريخكم وهو يُـذل ويُـهان ..!
إذاً فلـنْ تُنقـذ الوحْـدة وتعـود إلاّ بوحـدتكم ضد بـتر أوْجـه الطغـيان والجـور في هذا النادي الذي يُمثلكم ويُمثل أهـل مكْة وتاريخهم الكروي .. فعـندما سُـئِلَ "أرسـطو" ذات يوم عـن من هُـم صانعـو الطـُغاة ..! فـقال "ضعـف المظـلومين" ..!
ماذا قـدموا للوحـدة ولجماهيرها من أتوا عُـنوةً وبالتكلـيف وبحَـب الخشوم وشُـغل البشـوت وما الذي أوفـوا بهِ من وعودهم التي حلمنا بها وعشمونا أنْ نـرى شـعار وحـدتنا في السماء ، وفي الأخير خُسِـف به حتى سـابع أرض ..!
إن هذهِ اللجنة المتغـطرسة وبرئيس ناديها الذي يقـول دائماً عندما يُسـئل أنَ الوحْٓـدة في طريقها معـك للأولى فيقول "احنا استلمناها في الأولى" يـرُد هـكذا بكل استصـغار لكـيان الوحْـدة العـريق وتناسـى أنَ غـيرهُ أوصل الفريق لثـالث الدوري عام ١٤٢٧هـ وشارك لمرتين عربياً وقبل موسم ونصف تأهل لنهائي الكأس وحل رابعاً بكأس خادم الحرمين ، ونسـيّ أن الوحْـدة حصلت على بطولات عديدة وظلت منافساً ثابتاً في كرة اليد فماذا فعل بالفريق البطـل حالياً ..! ولم يـدري سعادة الرئيس أن مُحـي الدين صالح كامل صـرحَ ذات يوم قريباً في شبكة ART بأن الوحْـدة خامس الأندية الجماهيرية وقريبة جداً من الرابع بتصريح تلفزيوني ..!
فعندما يهـتف مُـدرجٌ كامل ضد رئيس النادي وضد اللجنة العُـليا ، وعندما تخـلو المدرجات وتخلو المنتديات ويعترض كـآفة الوحْـداويين على تواجـد هـؤلاء في الوحْـدة وهُـم يقابلونَ ذلك بعـناد الاستمرار ضاربين بمصلحة الوحـدة عـرض الحائط ، أليـسَ هذا اسـتبداد وتعـنُت وشُـغل طُغـاة ، هناك مأثـور مصـري يقول "يافرعـون مين فرعـنك ، قال : ما لقيت أحد يردني" .
إنَ أسـوأ الشعـوب هي من تتـنامى وتشتعـل بها النيران من كل جانب ولا تحاول حتى أن تصـُرخ .. وتُحـيطُ بها النكبات من كل مكان ولا تحاول حتى أن ترفـض .. ويحكمها الشـر وترضى .. ويسود فيها الدُخـيل وترضخ .. ويُذبح فيها الشرفاء كل يوم وتضحك ! .. ومن ثم كانت ولا تزال وسوف تظل ، سفوحُ الجبال مستقرهم الطبيعي ومقرهم الدائم ؛ إذ هي مقابر المترددين المرتعشين !
ما رأيكم هـل تُفـضلون العـيش بحُـرية وتبحثون عنها ولتكُـن لرغـبتكم وأصواتكم تأثيـر أمْ أخـترتوا العـيش تحـت إمـرة التكـليف المدمِـر الذي سيقـضي على وحْـدتكم وتاريخكم وأيامكم ولياليكم الحـلوة ..!
أيها الوحْـداويون :
إصدحوا بالحـق ؛ فالظـلم يحـيا بالسـكوت .
عـز الكلام .. عـز البكاء .. والابتسام ..
عـز العتاب .. ويا العـذاااب ..
حتى النـدم ذاب .. والامل أصبح عـدمْ ..
لما خلت كل الدروب .. لما انطـوت شـمس الغروب ..
وضيّـع معاه قصـة هـوى ..
وعزِ الهوى .. حتى على أهـل الهوى ..!
بقـَلمْ : عـبدالرزاق محـبوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق