الخميس، 21 مارس 2013

إتحادهم



شعور مزعج أن ترى المواقف تتوالى تباعاً متجهة لمصلحة أطراف دون غيرها،
وفي ذات الوقت ترى أن المتضررين هم أيضا أطراف محددة لا تتغير.

لم يعد لحسن النية مجال أبداً
فالإتحاد السعودي المنتخب والذي يفتخر بأنه أتى عن طريق اقتراع ديموقراطي غير مسبوق في رياضتنا يظهر لنا أن فهمه للديموقراطية لا يتعدى مرحلة تجميع الحد الأدنى من الأصوات ليتربع على كرسي الرئاسة.
الديموقراطية الحقة يا سادة هي ليست في مرحلة التصويت فقط، بل هي في حقيقة الأمر مرحلة ما بعد تقلدك لزمام الأمور.
فمنافسك على المنصب لم يكن ينوي إلغاء كرة القدم في بلادنا أو يسعى لتحويل لاعبينا من كرة القدم لرياضة قفز الزانة.
جميع المتنافسين يعشقون كرة القدم ويحملون في ملفاتهم الانتخابية ما يرونه مناسباً لتحقيق تطلعاتهم من خلال هذا المنصب، لذلك صوت لهم البعض اقتناعا بما أعلنوا مثلما صوت لك البعض اقتناعاً بما أعلنت.
لذلك يجب عليك أن تنظر لجميع المصوتين بنظرة واحدة وإن لم يصوتوا لك، لا أن تضعهم في خانة الأعداء منتظرين منك الويل والثبور جزاء لما خطت أيديهم في ورقة الاقتراع.
الديموقراطية يا أحمد عيد، أن تقنع بعملك من لم يصوت لك بأنه سيصل لما يحلم به بطريقتك.
الديموقراطية يا أحمد عيد، أن تزرع عملا تجعل من لم يصوت لك سابقاً أول المصوتين لك لاحقاً.
الديموقراطية يا أحمد عيد، أن لا يحصل من صوت لك على مزايا واستثناءات كهدية على تصويته.

بشعة هي الصورة التي بدأت تتضح معالمها في أذهاننا عن مستقبل رياضتنا، فالضدية أصبحت شعاراً، والتحزبية غدت نهجاً، والتمييز بين الأندية أصبح خارطة طريق لاتحاد سعودي اختار لونين لا ثالث لهما ضاربا بعرض الحائط كل الأخلاق الرياضية التي لا أساس لها سوى العدل ولا شيء غيره. 

خاتمة
وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ
(المتنبي)

الرادار الأزرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق