الأربعاء، 20 مارس 2013

كرة القلم .. عبدالله الملحم‎



الفاتحة ..
وهاهو الأخضر يحط رحاله في المحطة الثانية من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس الأمم الآسيوية بعد عامين في استراليا حينما يحل ضيفًا على المنتخب الإندونيسي في جاكرتا العاصمة ..
الصقور الخضر والذين كانوا طرفًا ثابتًا في نهائي القارة الصفراء منذ أول مشاركة في بطولة 84 حتى 2007 - باستثناء نسخة 2004 - والذي كانت مسألة تأهله لبطولة القارة الأكبر (مسألة وقت) بات يصارع على خطف إحدى بطاقتي التأهل مع العراق والصين وإندونيسيا ..
المحللون يرون بأن بطاقتي التأهل ستكون منحصرة بين بطل نسخة 2007 ووصيفه والصين , وأن أبناء جاوا هم الحلقة الأضعف في المجموعة الثالثة
وإن كان هذا التحليل منطقيًا إلا أنني أراهن - وبقوة - على أن المنتخب الإندونيسي ستكون له كلمة في تعطيل أحد المنتخبات الثلاث ومنح تأشيرة العبور لآخر , كما فعلت تايلند حينما تعادلت مع منتخبنا في التصفيات الأولية لكأس العالم مما ساهم في تأهل عمان إلى الأدوار النهائية من التصفيات
ما حدث لمنتخبنا من التراجع في المستوى قبل التصنيف أمر طبيعي , فمن نام على الإنجازات السابقة وكتب التاريخ لن يستيقظ إلا على منبهات الإخفاق ورسوب في جغرافيا الحاضر !
ومن كانت أبراج ثرثرته تفوق منازل أفعاله فلن يرى الإنجازات إلا في كوابيسه (الوعدية) !
نقطة الصفر .. هي المكان الذي يتواجد فيه منتخبنا .. فإما أن تكون انطلاقًا نحو موجب حاضر سيكون ماضيًا جميلاً نفاخر به أبناءنا في المستقبل , أو تكون نقطة للتراجع إلى ما هو أسفل من الصفر بجانب (السالبين) !
ليست المشكلة في التعثر , فلا تكاد المنتخبات العالمية إلا وتعرضت لانتكاسات دامت لأعوام , بل المشكلة تكمن في السقوط الذي يلي السقوط !
كل مؤشرات المنطق تشير إلى فوز منتخبنا على إندونيسيا , نتمنى أن يكون لاعبونا على قدر هذا المنطق والمسؤولية
قد تعتري قائمة الأخضر شيء من الاستغراب , وقد تستغرب جماهير فريق من انضمام لاعب من ناديها إلى المنتخب رغم أنه حبيس دكة , لكن الوقت الآن ليس وقت نقد انضمام لاعب أو عدمه بقدر ما هو وقت التحفيز لهم
 لنطوي هذه الصفحة ولنسكب أقلام الدعم للاعبينا ونرفع كتب الدعاء لله سائلينه أن يرد صقورنا إلى أرض الوطن سالمين , وبالنقاط الثلاث غانمين
ثلاثة أيام .. تفصل الحكم الكوري على إطلاق صافرته آذنًا ببدء المباراة , والجرائد ليس لها من الأوراق الخضراء نصيب إلا في (الهوامش) !
تقلب الصفحات , فلا تجدها إلا وقد حجزت أكبر مساحاتها لتصريحات اتهامات متبادلة ما بين مسؤولي التعاون من جهة ولجنة الحكام من جهة , وإعلاميون - من كبار القوم - قد جهزوا مقالاتهم الأسبوعية للحديث عن ظلم الاتحاد المنتخب للهلال أو الدفاع عن عيد واصفين ما قام به بالعدالة (كل حسب ميوله) , ناهيكم عن رسام كاريكاتوري قد خصص ريشته للسخرية من غريمه التقليدي  
 من وقف كالأصم ولم يفتح فاه متحدثًا عن الأخضر ستجده - في حال إخفاق المنتخب - أول من سيخرج رماح النقد ليغرسها في عاموده !
أمور لاتجد شيئًا تفلعه خلاها إلا أن تقف وقفة مشيع لجنازة إعلام ورقي محمول على نعش تعصب ليدفن في لحد الميول قبل أن تقرأ على روحه الفاتحة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق